للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمعنى خرجت النسوة في وقت البكرة. وقيل: بكر بالتخفيف: جاء بكرة، وبكّر بالتشديد فإنه للمبادرة؛ أيّ وقت كان، ومنه: بكّروا لصلاة المغرب؛ أي: صلّوها عند قرص الشمس.

انتهى. مختار.

هذا؛ والبكرة، والغداة، والغدو: النصف الأول من النهار، والأصيل والعشي: النصف الاخر من النهار، مع الاختلاف في تحديد كل منهما. والأصيل: الوقت بين العصر، والمغرب على الراجح، ويجمع على: آصال، وعلى أصائل، وأصل، وأصلان. وقيل: الاصال جمع:

أصل، والأصل جمع: أصيل، ثم أصائل جمع الجمع، قال أبو ذؤيب الهذلي: [الطويل] لعمري لأنت البيت أكرم أهله... وأجلس في أفيائه بالأصائل

هذا؛ ويطلق الأصيل على الشعاع الممتد من الشمس إلى الماء مثل الحبال، ويشبه لون أشعته في الماء لون الذهب. هذا؛ وأضيف: أنّ من جمع الأصيل على: أصل قول الأعشى في معلّقته رقم [١٤]: [البسيط] يوما بأطيب منها نشر رائحة... ولا بأحسن منها إذ دنا الأصل

الإعراب: {لِتُؤْمِنُوا:} مضارع منصوب ب‍: «أن» مضمرة بعد لام التعليل، وعلامة نصبه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق، و «أن» المضمرة والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بالفعل: {أَرْسَلْناكَ}. {بِاللهِ:}

متعلقان بالفعل قبلهما. (رسوله): معطوف على لفظ الجلالة، والهاء في محل جر بالإضافة، والأفعال الثلاثة: {وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ} معطوفة على (تؤمنوا) منصوبة مثله، والواو فاعله، والهاء مفعول به. {بُكْرَةً:} ظرف زمان متعلق بالفعل قبله. (أصيلا): معطوف على ما قبله.

{إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (١٠)}

الشرح: {إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ:} الخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم، والمراد بيعة الرضوان، التي تعرفها في الاية رقم [١٨]. {إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ:} لأنهم باعوا أنفسهم من الله عزّ وجل بالجنة، وأصل البيعة: العقد الذي يعقده الإنسان على نفسه من بذل الطاعة للإمام، والوفاء بالعهد الذي التزمه له. والمراد بهذه البيعة: بيعة الرضوان بالحديبية. وهي قرية ليست بكبيرة، بينها وبين مكة مرحلة، سميت ببئر هناك، وانظر الاية رقم [١٨].

{يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ:} قيل: يده في الثواب فوق أيديهم في الوفاء. ويده عليهم بالمنة، والهداية فوق أيديهم في الطاعة. وقال الكلبي: معناه: نعمة الله عليهم فوق ما صنعوا من البيعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>