للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للشياطين عبادة لهم. وقيل: صوروا لهم صورا، وقالوا لهم: هذه صور الملائكة، فاعبدوها، فعبدوها. وقيل: كانوا يدخلون في أجواف الأصنام، فيعبدون بعبادتها. انتهى.

الإعراب: {قالُوا:} ماض، والواو فاعله، والألف للتفريق. {سُبْحانَكَ:} مفعول مطلق لفعل محذوف، والكاف في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر، أو اسم المصدر لفاعله، فيكون المفعول محذوفا، أو من إضافته لمفعوله فيكون الفاعل محذوفا. {أَنْتَ:} ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {وَلِيُّنا:} خبر المبتدأ، و (نا): ضمير متصل في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {مِنْ دُونِهِمْ:} متعلقان ب‍: (ولي) وقيل: متعلقان بمحذوف حال، ولا وجه له. والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، والجملتان {سُبْحانَكَ أَنْتَ..}. إلخ في محل نصب مقول القول. {بَلْ:} حرف عطف وانتقال.

{كانُوا:} ماض ناقص، والواو اسمه، والألف للتفريق، وجملة: {يَعْبُدُونَ الْجِنَّ} في محل نصب خبر (كان)، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مقول القول مثلها. {أَكْثَرُهُمْ:} مبتدأ، والهاء في محل جر بالإضافة. {بِهِمْ:} جار ومجرور متعلقان بما بعدهما. {مُؤْمِنُونَ:} خبر المبتدأ مرفوع... إلخ، والجملة الاسمية في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط الضمير فقط، أو هي مستأنفة، لا محل لها، وإن اعتبرتها بدلا من جملة:

{يَعْبُدُونَ الْجِنَّ} فلست مفندا، وجملة: {قالُوا..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. تأمل، وتدبر.

{فَالْيَوْمَ لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعاً وَلا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذابَ النّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ (٤٢)}

الشرح: {فَالْيَوْمَ} أي: ففي يوم الحساب، والجزاء. {لا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعاً وَلا ضَرًّا:}

لا ينفع العابدون، ولا المعبودون بعضهم بعضا بشفاعة، ولا بنجاة، ولا بدفع هلاك، وعذاب؛ إذ الأمر كله لله الواحد القهار؛ لأن الدار دار جزاء، وهو المجازي وحده. قال أبو السعود في تفسيره: يخاطبون بذلك على رءوس الأشهاد إظهارا لعجزهم، وقصورهم عن نفع عابديهم، وإظهارا لخيبة رجائهم بالكلية. ونسبة عدم النفع، والضر إلى البعض للمبالغة في المقصود، كأن نفع الملائكة لعبدتهم في الاستحالة، كنفع العبدة لهم. انتهى.

{وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا} أي: ظلموا أنفسهم بالكفر، فأدخلوها العذاب الأليم، وسببوا لها العقاب الشديد. {ذُوقُوا عَذابَ النّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ:} قال الجمل: وقع الموصول هنا وصفا للمضاف إليه، وفي (السجدة) رقم [٢٠] وقع وصفا للمضاف، فقيل: لأنهم ثمة كانوا ملابسين للعذاب، كما صرح به في النظم، فوصف لهم ما لابسوه، وما هنا عند رؤية النار عقب الحشر، فوصف لهم ما عاينوه. وكونه هنا وصفا للمضاف على أن تأنيثه مكتسب تكلف. انتهى. نقلا من الشهاب. وانظر ما ذكرته في آية (السجدة).

<<  <  ج: ص:  >  >>