{أَخافُ} ومفعوله، وهو {عَذابَ}: لا محل له، و {عَذابَ}: مضاف، و {يَوْمٍ}: مضاف إليه.
{عَظِيمٍ}: صفة: {يَوْمٍ،} هذا؛ وإن اعتبرته صفة:{عَذابَ،} وهو مفاد كلام الخازن، فيكون مجرورا على الجوار، وحقه النصب، انظر الجر على الجوار في الآية رقم [٧] من سورة (المائدة) تجد ما يسرك.
الشرح:{قُلْ}: خطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم. {ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ}: ما قرأت القرآن عليكم، والخطاب لأهل مكة. {وَلا أَدْراكُمْ بِهِ}: ولا أعلمكم الله به على لساني، ويقرأ «(لأدراكم)» بلام التأكيد، أي: لو شاء الله {ما تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ،} ولأعلمكم به على لسان غيري، والمعنى أنه الحق الذي لا محيص عنه، لو لم أرسل به لأرسل به غيري، وقرئ شاذا: «(ولا أدرؤكم ولا أدرأتكم)» بالهمزة فيها على لغة من يقلب الألف المبدلة من الياء همزة، أو على أنه الدرء بمعنى الدفع، والمعنى: إن الأمر بمشيئة الله تعالى، لا بمشيئتي حتى أجعله على نحو ما تشتهونه. انتهى. بيضاوي.
هذا، والفعل (درى) من أفعال اليقين، وقد ينصب مفعولين، والكثير المستعمل فيه أن يتعدى لواحد بالباء، نحو دريت بكذا، فإن دخلت عليه همزة التعدية، تعدى إلى واحد بنفسه، وإلى واحد بالباء كما في هذه الآية، قال شيخ الإسلام: ومحل ذلك إذا لم يدخل على الفعل استفهام، وإلا تعدى إلى ثلاثة مفاعيل، نحو قوله تعالى:{وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ} فالكاف مفعول به أول، والجملة الاسمية بعدها سدت مسد المفعولين. انتهى. والذي في الهمع والمغني، قيل:
-وهو الأوجه-: إن الجملة الاسمية سدت مسد المفعول الثاني المتعدي إليه بالحرف، فتكون في محل نصب بإسقاط الجار، كما في:«فكرت، أهذا صحيح أم لا؟» أي: فكرت بما ذكر.
انتهى. جرجاوي. فإن كان درى بمعنى ختل، أي: خدع كانت متعدية إلى واحد بنفسها، مثل:
دريت الصيد، أي: ختلته وخدعته، قال الأخطل التغلبي:[الطويل]
فإن كنت قد أقصدتني إذ رميتني... بسهمك فالرّامي يصيد، ولا يدري
أي: يصيد، ولا يختل، ومثله قول الآخر:[الطويل]
فإن كنت لا أدري الظّباء فإنّني... أدسّ لها تحت التّراب الدّواهيا
أي: لا أختل، وإن كانت بمعنى:(حك)، مثل درى رأسه بالمدرى؛ أي: حكه به؛ فهي كذلك متعدية لواحد فقط.