للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للتعذر. {وَمَنْ:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب معطوف على {مُوسى}.

{مَعَهُ:} ظرف مكان متعلق بمحذوف صلة الموصول، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {أَجْمَعِينَ:} توكيد ل‍: {مُوسى} وما عطف عليه، فهو منصوب، وعلامة نصبه الياء... إلخ، وجملة: {وَأَنْجَيْنا..}. إلخ معطوفة على ما قبلها أيضا. {ثَمَّ:} حرف عطف، وجملة: {أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ} معطوفة على ما قبلها، لا محل لها أيضا.

{إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (٦٧) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (٦٨)}

الشرح: {إِنَّ فِي ذلِكَ} أي: في إغراق فرعون وقومه. {لَآيَةً} أي: علامة على قدرة الله تعالى، وأيضا عبرة لمن بعدهم. {وَما كانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ} أي: في علم الله، وقضائه. وانظر الآية رقم [٨]. فلم يؤمن بالله من قوم فرعون غير آسية امرأة فرعون، وحزقيل مؤمن آل فرعون المذكور في الآية رقم [٢٨] من سورة (غافر)، ومريم بنت ناموسى التي دلت موسى على عظام يوسف عليه السّلام، وكانت عجوزا، تعيش من العمر نحو سبعمئة سنة، وسبب دلالتها على قبره: أن الله أمر موسى بأخذه معه إلى الشام، حين خروجه من مصر، فسأل عن قبره، فلم يعرف ذلك أحد، فدلته عليه هذه العجوز، بعد ما ضمن لها موسى على الله الجنة، وكان يوسف قد دفن في قعر النيل، فحفر عليه موسى، وأخرجه وذهب به إلى الشام، في خروجه من مصر. انتهى. جمل.

روى أبو بردة عن أبي موسى الأشعري-رضي الله عنه-أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نزل بأعرابي، فأكرمه. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «حاجتك» قال: ناقة أرحلها، وأعنزا أحلبها، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

«فلم عجزت أن تكون مثل عجوز بني إسرائيل؟!». فقال أصحابه: وما عجوز بني إسرائيل؟ فذكر لهم حال هذه العجوز التي احتكمت على موسى أن تكون معه في الجنة. انتهى. قرطبي. هذا؛ ونص الآية يدل على أن الثلاثة المذكورين كانوا من قوم فرعون، وإلا فإن بني إسرائيل كانوا جميعا مؤمنين بالله، ومتبعين لموسى، ومصادقين له.

{وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ:} انظر شرح هذه الآية وإعرابها برقم [٩] وإعراب سابقتها برقم [٨] وذلك بغية الاختصار، والله ولي التوفيق، وأسأله المزيد من فضله وكرمه لي ولإخواني المؤمنين الصادقين.

{وَاُتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْراهِيمَ (٦٩) إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما تَعْبُدُونَ (٧٠) قالُوا نَعْبُدُ أَصْناماً فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ (٧١)}

الشرح: {وَاتْلُ:} هذا الخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم {عَلَيْهِمْ} أي: على أهل مكة المشركين. {نَبَأَ إِبْراهِيمَ:} خبر إبراهيم مع قومه. {إِذْ قالَ لِأَبِيهِ} أي: اذكر كما رأيت في الآية رقم [٧٤] من

<<  <  ج: ص:  >  >>