للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سورة (الأنعام) على المعتمد. {وَقَوْمِهِ} أي: نمرود، ومن تبعه. {ما تَعْبُدُونَ} أي: أي شيء تعبدونه؟ وإبراهيم-على نبينا، وحبيبنا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام-يعلم: أنهم عبدة أصنام، ولكنه سألهم؛ ليريهم: أن ما يعبدونه لا يستحق العبادة.

{قالُوا نَعْبُدُ أَصْناماً:} قال النسفي رحمه الله تعالى: جواب {ما تَعْبُدُونَ:} {أَصْناماً} أي:

فيكفي هذا بدون ذكر الفعل، كقوله تعالى: {وَيَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} أي: فحذف الفعل: أنفقوا، وكقوله تعالى: {ماذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ} أي: قال: {الْحَقَّ،} فحذف الفعل؛ لأن سؤال إبراهيم لهم عن المعبود، لا عن العبادة، وإنما زادوا: (نعبد) في الجواب افتخارا ومباهاة بعبادة الأصنام. انتهى. بتصرف كبير مني.

{فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ} أي: فنبقى، وندوم على عبادتها، وتقديسها، وتعظيمها مقيمين، لا نتركها أبدا، فليس المراد التوقيت في النهار، خلافا لمن قال به، بل المراد من الفعل (نظل) الاستمرار، كما في قوله تعالى: {فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ}.

هذا؛ والأصنام جمع صنم، وهو التمثال الذي يتخذ من خشب، أو حجارة، أواحديد، أو ذهب، أو فضة على صورة إنسان، أو غيره. وهو الوثن المعبر به في كثير من الآيات القرآنية.

وانظر نسب إبراهيم، وأولاده، وقصته مع سارة، وهاجر، وزوجته في الآية رقم [٣٥] من السورة المسماة باسمه، وانظر ما فعل بالأصنام، وما أرادوا به من كيد، وتحريق في سورة (الأنبياء) تجد ما يسرك، ويثلج صدرك.

الإعراب: {وَاتْلُ:} الواو: حرف عطف تعطف قصة إبراهيم مع قومه على قصة موسى مع فرعون وقومه، علما بأن قصة إبراهيم متقدمة على قصة موسى، كيف لا؟ وإبراهيم هو الجدّ الأول لموسى، وغيره من الأنبياء، على نبينا، وعليهم جميعا ألف صلاة، وألف سلام. (اتل):

فعل أمر مبني على حذف حرف العلة من آخره، وهو الواو، والضمة قبلها دليل عليها، والفاعل مستتر فيه وجوبا تقديره: «أنت». {عَلَيْهِمْ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {نَبَأَ:}

مفعول به، و: {نَبَأَ:} مضاف، و {إِبْراهِيمَ:} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف للعلمية، والعجمة. {إِذْ:} ظرف لما مضى من الزمان مبني على السكون في محل نصب بدل اشتمال من {نَبَأَ}. وقيل: متعلق ب‍: {نَبَأَ} نفسه، والأول أقوى، وأولى. {قالَ:} فعل ماض، والفاعل تقديره: «هو»، يعود إلى إبراهيم. {لِأَبِيهِ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، وعلامة الجر الياء، نيابة عن الكسرة؛ لأنه من الأسماء الخمسة، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {وَقَوْمِهِ:} معطوف على أبيه بالواو العاطفة، والهاء في محل جر بالإضافة. {ما:} اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم، أو في محل رفع مبتدأ. {تَعْبُدُونَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأفعال

<<  <  ج: ص:  >  >>