الموصول لا محل لها، والمصدر المؤول من:{أَنْ يُحْشَرُوا} في محل نصب مفعول به. {إِلى رَبِّهِمْ:} متعلقان بالفعل قبلهما، والهاء في محل جر بالإضافة، وجملة:(أنذر...) إلخ مستأنفة لا محل لها. {لَيْسَ:} ماض ناقص. {لَهُمْ:} متعلقان بمحذوف خبر ليس تقدم على اسمها.
{مِنْ دُونِهِ:} متعلقان بما تعلق به ما قبلهما، وتعليقهما بشفيع بعدهما، لا يأباه المعنى، والهاء في محل جر بالإضافة. هذا؛ وإن اعتبرت:{مِنْ دُونِهِ} متعلقين بمحذوف خبر ثان، فيكون من تعدد الخبر، وهو شبه جملة، {وَلِيٌّ:} اسم {لَيْسَ} مؤخر. (لا): زائدة لتأكيد النفي.
{شَفِيعٌ:} معطوف على ما قبله، وجملة:{لَيْسَ لَهُمْ..}. إلخ في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط الضمير فقط. {لَعَلَّهُمْ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمها، والميم حرف دال على جماعة الذكور. {يَتَّقُونَ:} فعل وفاعل، والمفعول محذوف، انظر تقديره في الشرح، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (لعل) والجملة الاسمية: {لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} مفيدة للتعليل على نحو ما رأيت في الآية رقم [١٨٥](البقرة).
الشرح:{وَلا تَطْرُدِ:} الطرد: الإبعاد، وطرده: أبعده، وهو من الباب الأول. {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ:} يعبدونه، وقيل: يصلون له؛ لأن الصلاة تشتمل على الذكر والدعاء، والمراد بذكر الغداة والعشي: صلاتا الفجر والعصر، وقيل: المراد الدوام في جميع الأوقات بل وجميع الحالات. هذا؛ وقد قرئ: «(بالغدوة)» بضم الغين وسكون الدال. {رَبَّهُمْ:} انظر سورة (الفاتحة) رقم [١] بالإضافة لما ذكرت من تفسير (الغداة والعشي) أقول: العشي ومثله العشية من صلاة المغرب إلى العتمة، وهو قول الجوهري، وقال: قلت قال الأزهري: العشي من بين زوال الشمس وغروبها، ويقابل العشية الغدوة، وهي ما بين صلاة الصبح وطلوع الشمس، وقيل إلى الضحوة الكبرى، أما الغداة فهي في الأصل الضحوة، وجمع العشية: عشيّات، وجمع الغداة:
غدوات، وجمع الغدوة: غدو، ويقابل بالأصيل، وجمعه: آصال، قال تعالى:{يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ}{رِجالٌ..}. إلخ الآية من سورة (النور) كما يقابل الغدو بالعشي، قال تعالى في حق فرعون وأشياعه:{النّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها غُدُوًّا وَعَشِيًّا..}. إلخ الآية من سورة (غافر)، وانظر الآية رقم [٣/ ٤١] والآية رقم [٧/ ٢٠٥]. {يُرِيدُونَ وَجْهَهُ:} يطلبون ذاته، فالوجه يعبر به عن ذات الشيء وحقيقته. وانظر الآية رقم [٢/ ١١٢]. {ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ..}. إلخ: أي لا تكلف أمرهم ولا يكلفون أمرك. وقيل: ما عليك حساب رزقهم، فتملهم، وتطردهم عنك، ولا رزقك عليهم، إنما الرازق لجميع الخلق هو الله تعالى. انتهى خازن.