للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{لِمَنْ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، و (من) تحتمل أن تكون موصولة وأن تكون موصوفة. {يُقْتَلُ:} فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل يعود إلى (من) تقديره: هو، وقد راعى لفظها فيه، وراعى معناها فيما يأتي. {فِي سَبِيلِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، ويجوز تعليقهما بمحذوف حال من نائب الفاعل العائد إلى (من)، و {سَبِيلِ:} مضاف، و {اللهِ:}

مضاف إليه. {أَمْواتٌ:} خبر لمبتدإ محذوف، التقدير: هم أموات، وقد راعى فيه، وفيما بعده معنى (من). والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول.

{بَلْ:} حرف عطف، وإضراب {أَحْياءٌ:} خبر لمبتدإ محذوف أيضا، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مقول القول مثلها. {وَلكِنْ:} الواو: حرف عطف.

({لكِنْ}): حرف استدراك مهمل لا عمل له. {لا:} نافية. {تَشْعُرُونَ:} فعل مضارع مرفوع، والواو فاعله، والمفعول محذوف، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي من جملة القول.

{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصّابِرِينَ (١٥٥)}

الشرح: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ:} الابتلاء: الاختبار، والامتحان، ويكون في الخير، وفي الشرّ، قال تعالى في حق اليهود اللّؤماء: {وَبَلَوْناهُمْ بِالْحَسَناتِ وَالسَّيِّئاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}. وقال تعالى:

{وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً} والمعنى: ولنصيبنكم إصابة من يختبر أحوالكم، هل تصبرون على البلاء، وتستسلمون للقضاء أم لا؟ قال تعالى في سورة (محمد صلّى الله عليه وسلّم): {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتّى نَعْلَمَ الْمُجاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصّابِرِينَ وَنَبْلُوَا أَخْبارَكُمْ}. {بِشَيْءٍ} أي: بشيء قليل، وإنّما قلّله بالنسبة إلى ما وقاهم منه ليخفف عليهم، ويريهم: أنّ رحمته لا تفارقهم، وإنّما أخبرهم به قبل وقوعه؛ ليوطّنوا أنفسهم عليه، وليظهر الطائع من العاصي، والصّابر من الجازع؛ الذي لا يصبر، ولا يرضى بما يصيبه في دنياه {مِنَ الْخَوْفِ:} الخوف على النفس، أو على الولد، أو على المال، أو على الكرامة هو من أعظم البلاء؛ لذا قدّمه الله تعالى بالذّكر قال الشاعر: [الطويل]

كأنّ بلاد الله وهي عريضة... على الخائف المطلوب كفّة حابل

الكفّة: بكسر الكاف ما يصاد بها الظّباء يجعل كالطّوق. والأمن على ما ذكر من أعظم أنواع السّعادة. قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: «من أصبح معافى في بدنه، آمنا في سربه، عنده قوت يومه؛ فقد ملك الدّنيا بحذافيرها». {وَالْجُوعِ:} أي: المتسبب من الفقر، وهو يتسبب من الجدب، والقحط، وهو مع الخوف من أشدّ أنواع البلاء، قال تعالى في حقّ القرية الكافرة بأنعم الله: {فَأَذاقَهَا اللهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ} رقم [١٢] من سورة (النّحل)، {وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ} بموت المواشي، وخسران التجارة، وغير ذلك، وانظر الآية رقم [١٧٦] الآتية. {وَالْأَنْفُسِ} كموت الأصحاب، والأقارب، والأحباب، وهو جمع: نفس جمع قلة. وانظر الآية رقم [٩].

<<  <  ج: ص:  >  >>