الشرح:{وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النّارَ:} أبصر الكافرون النار، وما فيها. {فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها} أيقنوا: أنهم واقعون في جهنم، وفي الخبر: إن الكافر ليرى جهنم، ويظن: أنها مواقعته من مسيرة أربعين سنة، والمواقعة: ملابسة الشيء بشدة. {وَلَمْ يَجِدُوا عَنْها مَصْرِفاً:} مهربا، أو ملجأ يلتجئون إليه. هذا؛ وانظر ما ذكرته عن {الْمُجْرِمِينَ} في الآية رقم [٤٩] وانظر الظن في الآية رقم [١٠٢] من سورة (الإسراء) وهو هنا معناه اليقين؛ لأن رؤية النار يوم القيامة لا شك فيها.
بعد هذا فالنار أصلها: النّور، تحركت الواو، وانفتح ما قبلها، فقلبت ألفا، وهي من المؤنث المجازي، وقد تذكر، وتصغيرها: نويرة، وجمعها: أنور، ونيرة، ونيران، ويكنى بها عن جهنم التي سيعذب الله بها الكافرين، والفاسقين، والمجرمين، والظالمين... إلخ، من أبناء المسلمين. وانظر دركاتها في الآية رقم [٤٤] من سورة (الحجر)، والفعل: نار، ينور. يستعمل لازما ومتعديا إذا بدئ بهمزة التعدية، كما في قولك: أنارت الشمس الكون.
الإعراب:{وَرَأَى:} ماض مبني على فتح مقدر على الألف. {الْمُجْرِمُونَ:} فاعل مرفوع
إلخ. {النّارَ:} مفعول به، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {فَظَنُّوا:} الفاء: حرف عطف. (ظنوا): ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق. {أَنَّهُمْ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمها. {مُواقِعُوها:} خبر (أنّ) مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمع مذكر سالم، وحذفت النون للإضافة، وها: في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، و (أنّ) واسمها، وخبرها في تأويل مصدر في محل نصب سد مسد مفعولي (ظنّوا)، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها. {وَلَمْ:} الواو:
حرف عطف. لم: حرف جازم. {يَجِدُوا:} مضارع مجزوم ب: (لم)، وعلامة جزمه حذف النون... إلخ، والواو فاعله والألف للتفريق. {عَنْها:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بما بعدهما؛ لأنه اسم زمان، أو مكان، أو هو مصدر ميمي. {مَصْرِفاً:} مفعول به، وجملة:{وَلَمْ يَجِدُوا..}. إلخ معطوفة على خبر (أنّ)، واعتبارها حالا من فاعل {مُواقِعُوها} المستتر لا بأس به.
الشرح:{وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا..}. إلخ: انظر الآية رقم [٤١] من سورة (الإسراء) ففيها الكفاية. {وَكانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً} أي: جدالا في الباطل. قال ابن عباس-رضي الله