الخمسة، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول على اعتبار الأول في {ما،} وفي محل رفع خبرها على اعتبارها مبتدأ، ويكون الرابط، وهو المفعول به محذوفا، التقدير:
تعبدونه، وعلى هذا فالجملة اسمية، وهي في محل نصب مقول القول، وجملة:{قالَ..}. إلخ في محل جر بإضافة {إِذْ} إليها. {قالُوا:} فعل ماض، مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق. {نَعْبُدُ:} فعل مضارع، والفاعل مستتر، تقديره:«نحن». {أَصْناماً:} مفعول به، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول. {فَنَظَلُّ:} الفاء: حرف عطف. (نظلّ): فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه، تقديره:«نحن». {لَها:} جار ومجرور متعلقان بما بعدهما. {عاكِفِينَ:} خبر (نظل) منصوب، وعلامة نصبه الياء، نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، وجملة:{فَنَظَلُّ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مقول القول مثلها، وجملة:{قالُوا..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.
الشرح:{قالَ} أي: إبراهيم لقومه. {هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ} أي: هل يسمعون دعاءكم إذا دعوتموهم؟ {أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ} أي: هل تنفعكم هذه الأصنام برزق، أو بصحة وعافية، أو بولد، ونحو ذلك؛ إن عبدتموهم؟ أو يضرونكم بشيء؛ إن عصيتموهم؟ وهذا استفهام لتقرير الحجة، بل للتقريع، والتوبيخ، والمعنى: فإذا لم ينفعوكم، ولم يضروكم بشيء فما معنى عبادتكم لها؟ هذا؛ وإنما جمعت المعبودات الباطلة بواو الجماعة التي هي لجماعة المذكرين العاقلين، مع أنها جمادات لا تعقل؛ لأن الكفار يعاملونها معاملة من يعقل، من سؤالهم لها حوائجهم، وتذللهم لها، والعرب تجمع ما لا يعقل جمع من يعقل إذا أنزلوه منزلته، وإن كان خارجا عن الأصل، وهو كثير ومستعمل في القرآن الكريم، والكلام العربي.
هذا؛ والفعل «يسمع» من الأفعال الصوتية، إن تعلق بالأصوات؛ تعدى إلى مفعول واحد، وإن تعلق بالذوات؛ تعدى إلى اثنين، الثاني منهما جملة فعلية مصدرة بمضارع من الأفعال الصوتية، مثل قولك: سمعت فلانا يقول: كذا، وهذا اختيار الفارسي، واختار ابن مالك، ومن تبعه أن تكون الجملة الفعلية في محل نصب حال، إن كان المتقدم معرفة، وصفة إن كان نكرة، مثل قولك: سمعت رجلا يقول كذا.
الإعراب:{قالَ:} فعل ماض، وفاعله يعود إلى {إِبْراهِيمَ}. {هَلْ:} حرف استفهام مفيد للتوبيخ، والتقريع. {يَسْمَعُونَكُمْ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو فاعله، والكاف ضمير متصل في محل نصب مفعول به، وانظر الشرح لتقدير المحذوف، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول. {إِذْ:} ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بالفعل