للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَنْزَلْناهُ وعلامة الجر الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف لصيغة منتهى الجموع، والجملة الاسمية: {إِنَّهُ..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَ..}. إلخ لا محل لها؛ لأنها مستأنفة، {قالَتْ:} فعل ماض، والتاء للتأنيث، والفاعل يعود إلى بلقيس، تقديره:

«هي». {رَبِّ:} منادى حذفت منه أداة النداء، وانظر الآية رقم [١٦٩] من سورة (الشعراء) الشرح والإعراب تجد ما يسرك، ويثلج صدرك. {إِنِّي:} حرف مشبه بالفعل، وياء المتكلم اسمها. {ظَلَمْتُ:} فعل، وفاعل. {نَفْسِي:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء في محل جر بالإضافة، وجملة: {ظَلَمْتُ نَفْسِي:} في محل رفع خبر (إن)، والجملة الاسمية: {إِنِّي..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَتْ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {وَأَسْلَمْتُ:}

الواو: حرف عطف. (أسلمت): فعل، وفاعل. {مَعَ:} ظرف مكان متعلق بالفعل قبله أو هو متعلق بمحذوف حال من تاء الفاعل، وهو أولى، و {مَعَ} مضاف، و {سُلَيْمانَ} مضاف إليه مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون. هذا؛ وقيل: {مَعَ} حرف جر، ولا أعتمده. {لِلّهِ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {رَبِّ:}

صفة لفظ الجلالة، أو هو بدل منه، و {رَبِّ} مضاف، و {الْعالَمِينَ} مضاف إليه مجرور، وعلامة الجر الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وجملة: {وَأَسْلَمْتُ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، فهي في محل رفع مثلها.

{وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً أَنِ اُعْبُدُوا اللهَ فَإِذا هُمْ فَرِيقانِ يَخْتَصِمُونَ (٤٥)}

الشرح: {ثَمُودَ:} قبيلة عربية مثل قبيلة: «عاد» سميت باسم أبيها الأكبر، ثمود بن غابر، بن سام، بن نوح، وهو أخو جديس بن غابر، وكانت منازل ثمود الحجر بين الحجاز، والشام إلى وادي القرى وما حوله. قال أبو عمرو بن العلاء: سميت ثمود لقلة مائها، والثمد:

الماء القليل، والأول هو المعتمد. فإن جعلته اسما لمذكر صرفته، وإن جعلته اسما لمؤنث منعته، وقرئ بصرفه شاذا. (صالح): هو ابن عبيد بن آسف، بن ماشخ، بن عبيد بن حاذر، بن ثمود، وليس من أنبياء بني إسرائيل ك‍: (هود)، وكان بينهما مئة سنة، وعاش صالح مئتي سنة، كما في التحبير للسيوطي، وأخوته لقومه إخوة نسب، لا أخوة دين، كأخوة هود ونوح، وغيرهما إلى أقوامهم. هذا؛ وعاش هود أربعمئة وأربعا وستين سنة وبين هود، ونوح ثمانمئة سنة.

{فَإِذا هُمْ فَرِيقانِ يَخْتَصِمُونَ:} ذكر هذين الفريقين جاء في سورة (الأعراف) في قوله تعالى:

{قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قالُوا إِنّا بِما أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ (٧٥) قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ}

<<  <  ج: ص:  >  >>