وقال وهب بن منبه: زعموا أن بلقيس لما أسلمت، قال لها سليمان: اختاري رجلا من قومك حتى أزوجك إياه، فقالت: ومثلي يا نبي الله ينكح الرجال، وقد كان لي من قومي الملك والسلطان؟! قال: نعم، إنه لا يكون في الإسلام إلا ذلك، ولا ينبغي لك أن تحرمي ما أحل الله، قالت: فإن كان ولا بد فزوجني ذا تبّع ملك همدان، فزوجها إياه، وذهب بها إلى اليمن، وملك زوجها على اليمن، ودعا زوبعة ملك الجن، وقال له: اعمل ل: «ذي تبّع» ما استعملك فيه، فلم يزل يعمل له ما أراده إلى أن مات سليمان، وحال الحول، وعلم الجن موته، فأقبل رجل منهم حتى بلغ جوف اليمن، وقال بأعلى صوته: يا معشر الجن إن الملك سليمان قد مات، فارفعوا أيديكم، فرفعوا أيديهم، وتفرقوا، وانقضى ملك سليمان، وملك «ذي تبع» وملك بلقيس، وبقي الملك لله الواحد القهار. قيل: إن سليمان-على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام-ملك وهو ابن ثلاث عشرة سنة، ومات وهو ابن ثلاث وخمسين سنة. انتهى. خازن بتصرف.
{اُدْخُلِي:} فعل أمر مبني على حذف النون؛ لأن مضارعه من الأفعال الخمسة، والياء ضمير متصل في محل رفع فاعل. {الصَّرْحَ:} مفعول فيه ظرف مكان متعلق بالفعل قبله عند بعض، وفي مقدمتهم سيبويه، وانظر ما ذكرته في الآية رقم [٢٤]. وجملة:{اُدْخُلِي الصَّرْحَ} في محل رفع نائب فاعل {قِيلَ،} وانظر ما ذكرته في الآية رقم [٤٢] ففيها الكفاية، وجملة:{قِيلَ لَهَا..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {فَلَمّا:} الفاء: حرف استئناف. (لما): انظر الآية رقم [٨]، {رَأَتْهُ:} فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف المحذوفة لالتقائها ساكنة مع تاء التأنيث الساكنة التي هي حرف لا محل له، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به، وقد اكتفى الفعل به؛ لأنه بصري، والفاعل ضمير مستتر تقديره:«هي» يعود إلى بلقيس، والجملة الفعلية لا محل لها على اعتبار (لما) حرفا؛ لأنها ابتدائية، وفي محل جر بإضافة (لما) إليها على اعتبارها ظرفا، {حَسِبَتْهُ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى بلقيس أيضا، والتاء للتأنيث، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول. {لُجَّةً:} مفعول به ثان، والجملة الفعلية جواب (لما)، لا محل لها، و (لما) ومدخولها كلام مستأنف لا محل له. {وَكَشَفَتْ:} الواو: حرف عطف. (كشفت): فعل ماض، والفاعل يعود إلى بلقيس أيضا، والتاء للتأنيث، {عَنْ ساقَيْها:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وعلامة الجر الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه مثنى، وحذفت النون للإضافة، و (ها): ضمير متصل في محل جر بالإضافة، وجملة:{وَكَشَفَتْ عَنْ ساقَيْها:} معطوفة على جواب (لما)، لا محل لها مثلها.
{قالَ:} فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر تقديره:«هو» يعود إلى (سليمان). {إِنَّهُ:}
حرف مشبه بالفعل، والهاء ضمير متصل في محل نصب اسمها. {الصَّرْحَ:} خبر (إن).
{مُمَرَّدٌ:} صفة: {الصَّرْحَ،}{مِنْ قَوارِيرَ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة ثانية ل {الصَّرْحَ،} أو بمحذوف حال منه بعد وصفه بما تقدم على حد قوله تعالى: {وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ}