للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف للعلمية، والعجمة. {مِنَ الْعَذابِ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {الْمُهِينِ:} صفة: {الْعَذابِ،} والكلام: {وَلَقَدْ..}. إلخ مستأنف لا محلّ له.

{مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كانَ عالِياً مِنَ الْمُسْرِفِينَ (٣١)}

الشرح: {إِنَّهُ كانَ عالِياً مِنَ الْمُسْرِفِينَ} أي: جبارا من المشركين، وليس هذا علو مدح، بل هو علوّ في الإسراف، كقوله تعالى في سورة (القصص) رقم [٤]: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ..}.

إلخ.

الإعراب: {مِنْ فِرْعَوْنَ:} بدل مما قبلهما؛ أي: {مِنَ الْعَذابِ الْمُهِينِ} كأنه في نفسه كان عذابا مهينا لإفراطه في تعذيبهم، وإهانتهم. وقيل: متعلقان بمحذوف حال من {الْعَذابِ} أي:

واقعا من جهة فرعون. {إِنَّهُ:} حرف مشبّه بالفعل، والهاء اسمها. {كانَ:} فعل ماض ناقص، واسمها يعود إلى: {فِرْعَوْنَ}. {عالِياً:} خبر {كانَ}. {مِنَ الْمُسْرِفِينَ:} متعلقان بمحذوف خبر ثان، أو هما متعلقان بمحذوف حال من الضمير المستتر ب‍: {عالِياً} وجملة:

{كانَ..}. إلخ في محل رفع خبر (إنّ)، والجملة الاسمية تعليل لنجاة بني إسرائيل من العذاب المهين.

{وَلَقَدِ اِخْتَرْناهُمْ عَلى عِلْمٍ عَلَى الْعالَمِينَ (٣٢)}

الشرح: {وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ} أي: اصطفينا بني إسرائيل وفضلناهم. {عَلى عِلْمٍ} أي: على علم منا بهم لكثرة الأنبياء منهم. {عَلَى الْعالَمِينَ} أي: عالمي زمانهم، فهو كقوله تعالى في سورة (آل عمران) رقم [٣٣]: {*إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ} وكقوله تعالى في (آل عمران) أيضا رقم [٤٢]: {وَإِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ} أي: نساء زمنها، فإن خديجة أفضل منها، أو مساوية لها في الفضل، وكذا آسية امرأة فرعون، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام.

وانظر شرح الآيتين في سورة (آل عمران)، تجد ما يسرّك، ويثلج صدرك.

الإعراب: {وَلَقَدِ:} انظر الآية رقم [٤٦] من سورة (الزخرف). {اِخْتَرْناهُمْ:} فعل، وفاعل، ومفعول به، والجملة الفعلية لا محلّ لها؛ لأنّها جواب القسم. {عَلى عِلْمٍ:} متعلقان بمحذوف حال من (نا) التقدير: عالمين بمكان الخيرة، وبأنهم أحقاء أن يختاروا. {عَلَى الْعالَمِينَ:} متعلقان بالفعل قبلهما، وعلامة الجر الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنّه ملحق بجمع المذكر السالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

<<  <  ج: ص:  >  >>