للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نائب فاعل. {مِنْ رَبِّهِ}: متعلقان بمحذوف صفة: {آيَةٌ}. وجملة: {لَوْلا أُنْزِلَ..}. إلخ: في محل نصب مقول القول، وجملة: {وَيَقُولُونَ..}. إلخ: مستأنفة لا محل لها. {فَقُلْ}: الفاء:

حرف استئناف. (قل): أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت». {إِنَّمَا}: كافة ومكفوفة. {الْغَيْبُ}:

مبتدأ. {لِلّهِ}: متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول، وجملة: {فَقُلْ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. {فَانْتَظِرُوا}: الفاء: هي الفصيحة. (انتظروا): أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق. {إِنِّي}: حرف مشبه بالفعل، وياء المتكلم اسمها. {مَعَكُمْ}: ظرف مكان متعلق بما بعده، والكاف في محل جر بالإضافة، {مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ}: متعلقان بمحذوف خبر (إنّ) والجملة الاسمية: {إِنِّي..}. إلخ تعليل للأمر لا محل لها، وجملة: {فَانْتَظِرُوا..}. إلخ: لا محل لها؛ لأنها جواب لشرط مقدر محذوف، التقدير: وإذا كان ذلك واقعا وحاصلا؛ فانتظروا، وهذا الشرط المقدر وجوابه في محل نصب مقول القول أيضا.

{وَإِذا أَذَقْنَا النّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آياتِنا قُلِ اللهُ أَسْرَعُ مَكْراً إِنَّ رُسُلَنا يَكْتُبُونَ ما تَمْكُرُونَ (٢١)}

الشرح: {وَإِذا أَذَقْنَا النّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرّاءَ مَسَّتْهُمْ} أي: وإذا أنزلنا على الناس-وهم أهل مكة-. {رَحْمَةً} سعة في الرزق ورخاء في العيش من بعد نزول الجدب والقحط، وضيق العيش، {إِذا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آياتِنا} أي: تكذيب واستهزاء بآيات الله، وتدبير المكايد للرسول صلّى الله عليه وسلّم، هذا؛ والمكر: تدبير المكايد في الخفاء، وهو أيضا احتيال وخداع. {قُلِ اللهُ أَسْرَعُ مَكْراً} أي:

أشد عقابا، وأقدر على الجزاء والانتقام منكم، والله منزه عن المكر بالمعنى المتقدم، وإنما ذكر العقاب والانتقام بلفظ المكر للمشاكلة، وقد مر معنا كثير من هذا، انظر الآية رقم [٦٧] (التوبة) والآية رقم [٣٠] الأنفال، وغيرهما. {إِنَّ رُسُلَنا يَكْتُبُونَ ما تَمْكُرُونَ} أي: إن الحفظة الكرام الكاتبين-رضوان الله تعالى عليهم-يسجلون كيدكم ومكركم، ويحفظون عليكم الأعمال القبيحة السيئة إلى يوم القيامة؛ حتى تفتضحوا بها، ويجازيكم على مكركم أشد الجزاء، وأعظمه، وانظر الحفظة والكاتبين في الآية رقم [٦١] من سورة (الأنعام)، والآية رقم [١١] من سورة (الرعد).

هذا؛ و {تَمْكُرُونَ} بالتاء فيه التفات من الغيبة إلى الخطاب، انظر الالتفات في الآية رقم [٥٠] ويقرأ بالياء، وعليه فلا التفات، هذا؛ وفي قوله {أَذَقْنَا} استعارة تصريحية تبعية، فعبر عن لذة الخصب والرخاء بالإذاقة، كما عبر عن ألم العذاب والانتقام بها في كثير من الآيات.

تنبيه: روي: أنه حبس المطر عن أهل مكة سبع سنين حتى هلكوا من الجوع والقحط، ثم إن الله تعالى رحمهم، فأنزل عليهم المطر الكثير حتى أخصبت البلاد، وعاش الناس بعد ذلك الضر، فلم يتعظوا بذلك، بل رجعوا إلى الفساد والكفر، وتدبير المكايد، والخداع.

<<  <  ج: ص:  >  >>