للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا تك كالدّخان يعلو بنفسه... إلى طبقات الجوّ، وهو وضيع

وقال آخر: [الكامل] إن شئت أن تبني بناء شامخا... يلزم لذا البنيان أسّ شامخ

إنّ البناء هو الكمال وأسّه الصّ‍... خريّ فهو الاتّضاع الباذخ

وقال آخر: [الطويل] تواضع إذا ما نلت في النّاس رفعة... فإنّ رفيع القوم من يتواضع

وقال آخر: [الطويل] تواضع إذا ما كان قدرك عاليا... فإنّ اتّضاع المرء من شيم العقل

الإعراب: {وَلا:} الواو: حرف عطف. {(لا تُصَعِّرْ)}: فعل مضارع مجزوم ب‍ (لا) الناهية، والفاعل مستتر تقديره: «أنت». {خَدَّكَ:} مفعول به، والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {لِلنّاسِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {وَلا:} الواو: حرف عطف.

{(لا تَمْشِ)}: فعل مضارع مجزوم ب‍: (لا) الناهية، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، وهو الياء، والكسرة قبلها دليل عليها، والفاعل تقديره: «أنت». {فِي الْأَرْضِ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {مَرَحاً:} مفعول مطلق، أو صفة مفعول مطلق محذوف، التقدير: ولا تمش في الأرض مشيا مرحا، أو هو حال من الفاعل المستتر على حذف المضاف، التقدير: ذا مرح.

وقيل: مفعول لأجله، ولا وجه له. {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {اللهَ:} اسمها. {لا:}

نافية. {يُحِبُّ:} فعل مضارع، والفاعل يعود إلى الله. {كُلَّ:} مفعول به، و {كُلَّ} مضاف، و {مُخْتالٍ} صفة لموصوف محذوف. {فَخُورٍ:} صفة ثانية له؛ إذ التقدير: لا يحب كل إنسان مختال فخور، والجملة الفعلية في محل رفع خبر: {إِنَّ،} والجملة الاسمية تعليل للنهي، والآية الكريمة بكاملها من مقول لقمان، على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام.

{وَاِقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاُغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (١٩)}

الشرح: قال القرطبي: لما نهى لقمان ابنه عن الخلق الذميم؛ رسم له الخلق الكريم، الذي ينبغي أن يستعمله فقال: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ} أي: توسط فيه بين الإسراع، والبطء، أي: لا تدبّ دبيب المتماوتين ولا تثب وثب الشطار. وروي عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «سرعة المشي تذهب بهاء الوجه». فأمّا ما روي: أنه صلّى الله عليه وسلّم كان إذا مشى؛ أسرع، وقول عائشة-رضي الله عنها-في عمر رضي الله عنه: «كان إذا مشى؛ أسرع، وإذا ضرب؛ أوجع». فإنما أرادت السرعة المرتفعة عن

<<  <  ج: ص:  >  >>