{وَما:} الواو: حرف استئناف. وقيل: حرف عطف. (ما): اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {أَدْراكَ:} فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر، والفاعل يعود إلى (ما) تقديره: «هو»، والكاف مفعول به أول. {ما:} مبتدأ. {يَوْمُ:} خبره، و (يوم) مضاف، و {الْفَصْلِ} مضاف إليه، والجملة الاسمية في محل نصب سدت مسد مفعول {أَدْراكَ} الثاني المعلق عن العمل لفظا بسبب الاستفهام. وقال زاده: في محل نصب سدت مسد المفعول الثاني والثالث ل: (أدرى) لأنه بمعنى: أعلم، والجملة الفعلية:{أَدْراكَ ما يَوْمُ الْفَصْلِ} في محل رفع خبر المبتدأ، الذي هو (ما) على الوجهين، والجملة الاسمية، لا محل لها على الوجهين المعتبرين بالواو. {وَيْلٌ:} مبتدأ. {يَوْمَئِذٍ:}(يوم): ظرف زمان متعلق ب: {وَيْلٌ} لما فيه من معنى الهلاك، و (إذ) ظرف مبني على السكون في محل جر بالإضافة، والتنوين عوض من جملة محذوفة مضافة إذ إليها. {لِلْمُكَذِّبِينَ:} متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، والجملة الاسمية:{وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} مستأنفة على المعتمد لا محل لها.
الشرح:{أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ} أي: ألم نهلك السابقين من لدن آدم إلى عهد محمد صلّى الله عليه وسلّم كقوم نوح، وقوم هود، وقوم صالح... إلخ، بتكذيبهم؟! {ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ} أي: السالكين سبيلهم في الكفر، والتكذيب، وهم كفار قريش؛ أي: نهلكهم بتكذيبهم محمد صلّى الله عليه وسلّم، وصدهم الناس عن الدخول في دين الله. {كَذلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ} أي: نهلك جميع المجرمين في كل وقت وحين.
وهذا وعد من العلي القدير. هذا؛ وقيل: المراد ب: {الْآخِرِينَ} قوم لوط، وشعيب، وموسى.
ولا أراه قويا، وإنما أعتمد الأول. {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ:} انظر التكرار في الآية السابقة. وقال البيضاوي: فليس تكرارا، وكذا إن أطلق التكذيب، أو علق في الموضعين بواحد؛ لأن الويل الأول لعذاب الآخرة، وهذا للإهلاك في الدنيا مع أن التكرير للتوكيد حسن شائع في كلام العرب. هذا؛ ولا تنس الطباق بين {الْأَوَّلِينَ} و {الْآخِرِينَ}.
الإعراب:{أَلَمْ} الهمزة: حرف استفهام، وتقرير. (لم): حرف نفي، وقلب، وجزم.
{نُهْلِكِ:} فعل مضارع مجزوم ب: (لم)، والفاعل مستتر تقديره:«نحن». {الْأَوَّلِينَ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والجملة الفعلية مستأنفة.
{ثُمَّ:} حرف عطف. {نُتْبِعُهُمُ:} فعل مضارع، والفاعل مستتر تقديره:«نحن» والهاء مفعول به أول. {الْآخِرِينَ:} مفعول به ثان، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، أو هي مستأنفة؛ لأن هلاك الآخرين لم يقع بعد.