للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا أضيفت هذه الأسماء؛ فالأحسن النصب على المفعولية المطلقة، وإذا لم تضف؛ فالواجب فيها الرفع على الابتداء، وهي نكرات، وساغ ذلك لتضمنها معنى خاصا. هذا؛ وويل: نقيض وأل، وهو النجاة. وقد ينادى الويل إذا أضيف لياء المتكلم، أو نا، وسبقته أداة النداء، مثل قوله تعالى في سورة (هود) على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام، حكاية عن قول سارة زوج إبراهيم على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام: {يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ} رقم [٧٢]، وقوله تعالى في سورة (الكهف) حكاية عن قول الكافرين يوم القيامة: {يا وَيْلَتَنا مالِ هذَا الْكِتابِ لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاّ أَحْصاها} رقم [٤٩]. ولا تنس أنه قد أنث (الويل) في الآيتين المذكورتين، وأيضا في الآية رقم [٣١] من سورة (المائدة)، ورقم [٢٨] من سورة (الفرقان) والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {فَإِذَا:} الفاء: حرف استئناف. (إذا): ظرف لما يستقبل من الزمان، خافض لشرطه، منصوب بجوابه، صالح لغير ذلك، مبني على السكون في محل نصب. {النُّجُومُ:}

فاعل لفعل محذوف، يفسره المذكور بعده عند البصريين ما عدا الأخفش منهم، وللكوفيين في هذه الآية وشبهها ثلاثة أقوال: الأول: وافقوا فيه البصريين. والثاني: هو فاعل مقدم للفعل بعده؛ إذ يجوز عندهم أن يتقدم الفاعل على الفعل كما يتأخر عنه. والقول الثالث لهم: هو مبتدأ، والجملة الفعلية بعده خبره، انظر الكلام على الشاهد رقم [٩٩٠] من كتابنا: «فتح القريب المجيب». ففيه بحث واف كاف، والجملة الفعلية على قول البصريين في محل جر بإضافة (إذا) إليها على المشهور المرجوح، وجواب (إذا) محذوف، التقدير: فإذا طمست النجوم؛ وقع ما توعدون، لدلالة قوله تعالى: {إِنَّما تُوعَدُونَ لَواقِعٌ} عليه. وقيل: هو قوله تعالى: {لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ} على إضمار القول؛ أي: يقال: لأي يوم أجلت، فالفعل في الحقيقة هو الجواب. وقيل:

الجواب هو {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} نقله مكي، وهو غلط؛ لأنه لو كان جوابا؛ للزمته الفاء لكونه جملة اسمية. انتهى جمل نقلا عن السمين. {طُمِسَتْ:} فعل ماض مبني للمجهول، والتاء للتأنيث، ونائب الفاعل يعود إلى {النُّجُومُ،} والجملة الفعلية مفسرة لشرط (إذا) عند البصريين، وهي في محل رفع خبر المبتدأ عند الكوفيين، والجمل: {وَإِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ (٩) وَإِذَا الْجِبالُ نُسِفَتْ (١٠) وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ} كلها معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها؛ لأن الأولى مستأنفة.

{لِأَيِّ:} جار ومجرور متعلقان بما بعدهما، و (أي): مضاف، و {يَوْمٍ} مضاف إليه.

{أُجِّلَتْ:} فعل ماض مبني للمجهول، والتاء للتأنيث، ونائب الفاعل يعود إلى {الرُّسُلُ،} والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول لقول محذوف، التقدير: يقال: لأي يوم أجلت، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها، أو هي جواب ل‍: (إذا) كما رأيت سابقا. {لِيَوْمِ:} جار ومجرور بدل من قوله: {لِأَيِّ} بإعادة العامل. وقيل: بل متعلقان بفعل محذوف، التقدير: أجلت ليوم، و (يوم) مضاف، و {الْفَصْلِ} مضاف إليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>