للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفاعله محذوف. {بَيْنَ}: ظرف مكان متعلق بمحذوف صلة الموصول، و {بَيْنَ}: مضاف، و {يَدَيْهِ}: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأن لفظه مثنى، وحذفت النون للإضافة، والهاء في محل جر بالإضافة. {وَتَفْصِيلَ}: معطوف على {تَصْدِيقَ} على الوجهين المعتبرين فيه، و (تفصيل) مضاف، و {الْكِتابِ}: مضاف إليه من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعله محذوف. {لا}: نافية للجنس تعمل عمل (إن). {رَيْبَ}: اسم {لا} مبني على الفتح في محل نصب. {فِيهِ}: متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر {لا،} والجملة الاسمية. {لا رَيْبَ فِيهِ}: في محل نصب حال من الكتاب، أو هي مستأنفة لا محل لها، أو هي في محل رفع خبر ثان على رفع {تَصْدِيقَ،} وخبر ثان ل‍ «كان» المحذوفة على نصب {تَصْدِيقَ}. {مِنْ رَبِّ}: متعلقان بمحذوف حال ثانية. أو هما متعلقان ب‍ {تَصْدِيقَ} أو ب‍ (تفصيل) وتكون المسألة من باب التنازع، أو هما متعلقان بالفعل المقدر، و {رَبِّ}: مضاف، و {الْعالَمِينَ}: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، وهذه الإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه.

{أَمْ يَقُولُونَ اِفْتَراهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَاُدْعُوا مَنِ اِسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٣٨)}

الشرح: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ} أي: أيقول المشركون افترى محمد صلّى الله عليه وسلّم القرآن واختلقه من تلقاء نفسه. {قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ} أي: قل يا محمد لهؤلاء المشركين: إن كان الأمر كما تقولون وتدعون؛ فأتوا بسورة من مثل هذا القرآن شبيهة به في الفصاحة، والبلاغة، وحسن النظم، فأنتم عرب فصحاء بلغاء. {وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللهِ} أي: استعينوا على إتيان سورة مثل هذا القرآن بمن تريدون من غير الله. {إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ} أي: في قولكم إن محمدا صلّى الله عليه وسلّم اختلق القرآن، وافتراه.

تنبيه: قال سليمان الجمل-رحمه الله تعالى: مراتب تحدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالقرآن أربعة:

أولها: أنه تحداهم بكل القرآن، كما قال تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ..}. إلخ الآية رقم [٨٨] من سورة (الإسراء).

ثانيها: أنه تحداهم بعشر سور، قال تعالى: {قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ..}. إلخ الآية رقم [١٣] من سورة (هود) على نبينا، وحبيبنا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام.

ثالثها: أنه تحداهم بسورة واحدة، كما في هذه الآية، والآية رقم [٢٣] من سورة (البقرة).

رابعها: أنه تحداهم بحديث مثله، قال تعالى: {فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ..}. إلخ الآية رقم [٣٤] من سورة الطور، فهذا مجموع الدلائل التي ذكرها الله في إثبات: أن القرآن معجز، ثم إن الله تعالى ذكر السبب الذي لأجله كذبوا بالقرآن، فقال: {بَلْ كَذَّبُوا بِما..}. إلخ الآية التالية. انتهى بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>