للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {اِقْرَأْ:} أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت». {كِتابَكَ:} مفعول به، والكاف في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول لقول محذوف، انظر تقديره في الشرح. {كَفى:} ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر. {بِنَفْسِكَ:} الباء: حرف جر صلة. (نفسك): فاعل كفى مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، والكاف في محل جر بالإضافة. {الْيَوْمَ:} ظرف زمان متعلق بالفعل قبله. وقيل: متعلق بمحذوف حال. {عَلَيْكَ:} متعلقان بما بعدهما. {حَسِيباً:}

تمييز. وقيل: حال من (نفسك)، والأول: أعرف في مثل ذلك، وجملة: {كَفى..}. إلخ في محل نصب حال من فاعل {اِقْرَأْ} المستتر؛ أي: اقرأ كتابك حال كونك مكتفيا بحساب نفسك.

أو هي مستأنفة، لا محل لها.

{مَنِ اِهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى وَما كُنّا مُعَذِّبِينَ حَتّى نَبْعَثَ رَسُولاً (١٥)}

الشرح: {مَنِ اهْتَدى} .. {عَلَيْها} أي: إن ثواب العمل الصالح مختص بفاعله، وعقاب الذنب مختص بفاعله أيضا، ولا يتعدى منه إلى غيره. انتهى. خازن، وملخصه: أن كل واحد إنما يحاسب عن نفسه لا عن غيره. وانظر الآية رقم [١٠٨] من سورة (يونس) على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام. وانظر شرح (ضل) في الآية رقم [٨٧] من سورة (النحل). {وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى:} يعني: لا تؤاخذ نفس بإثم أخرى، ولا تحمل نفس حاملة حمل أخرى، ولا يؤاخذ أحد بذنب آخر، وذلك أن المشركين كانوا يقولون للمسلمين: {اِتَّبِعُوا سَبِيلَنا وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ} بمعنى: لنحمل يوم القيامة ما كتب عليكم من الذنوب، والسيئات، وأما قوله تعالى في سورة (العنكبوت) رقم [١٣]: {وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ} فهذا في حق الضالين المضلين، فإنهم يحملون أثقال إضلالهم مع أثقال ضلالهم، وكل ذلك يعدّ من أوزارهم، ليس فيها شيء من أوزار غيرهم، انظر تفسيرها هناك؛ تجد ما يسرك، ويثلج صدرك.

هذا؛ وأصل تزر: (توزر) لأن ماضيه: «وزر»، فحذفت الواو لوقوعها ساكنة بين عدوتيها، وهما: الياء والكسرة في مضارع الغائب (يزر) وتحذف من مضارع المتكلم، والمخاطب قياسا عليه، ولا أمر له فيما يظهر، ومصدره: وزر بفتح الواو، وكسرها، وهو بمعنى: الإثم، والثقل أيضا. والوزر بفتح الواو، والزاي: الملجأ، والمستغاث. قال تعالى: {كَلاّ لا وَزَرَ} ومن المعنيين يؤخذ اسم وزير السلطان، فإنه يحمل ثقل دولته، ويلجأ إليه السلطان في المهمات، فيستشيره بذلك. ومعنى الآية: يتبرأ كل واحد من أوزار غيره، حتى إن الوالدة تلقى ولدها يوم القيامة، فتقول: يا بني! ألم يكن حجري لك وطاء؟ ألم يكن ثديي لك سقاء؟ ألم يكن بطني لك

<<  <  ج: ص:  >  >>