للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{الْمَلَأُ}. {أَنِ:} فيها اعتبارات: الأول: أنها صلة، والجملة بعدها مقولة الحال محذوفة؛ أي:

قائلين: {اِمْشُوا}. والثاني: أنها مفسرة لجملة محذوفة في محل نصب حال، تقديره: وانطلقوا يتحاورون أن امشوا. والثالث: أنها مصدرية معمولة لهذا المقدر. وقيل: الانطلاق هنا الاندفاع في القول والكلام، نحو: انطلق لسانه، ف‍: {أَنِ} مفسرة له من غير تضمين، ولا حذف. انتهى.

جمل، وسمين بتصرف. واعتبار الصلة مني، ودليله: أنه قرئ بإسقاطها، وجملة: {اِمْشُوا} في محل نصب مقول القول على الاعتبار الأول، ومفسرة لا محل لها على الاعتبار الثاني، وتسبك بمصدر مع {أَنِ} على الاعتبار الثالث فيها.

{وَاصْبِرُوا:} فعل أمر مبني على حذف النون؛ لأن مضارعه من الأفعال الخمسة، ويقال:

لاتصاله بواو الجماعة، والواو فاعله، والألف للتفريق بين واو الجماعة، وواو العلة، هذا هو الإعراب المشهور في مثل هذا الفعل، والأصل أن تقول في مثله: فعل أمر مبني على سكون مقدر على آخره، منع من ظهوره إرادة التخلص من التقاء الساكنين، وحرك بالضمة لمناسبة واو الجماعة. وما أجدرك أن تلاحظ هذا في كل فعل أمر مسند إلى واو الجماعة، أو إلى ألف الاثنين، مثل: اصبرا، وقد حرك بالفتحة لمناسبة ألف الاثنين، أو إلى ياء المؤنثة المخاطبة، مثل: اصبري، وقد حرك بالكسرة لمناسبة ياء المخاطبة، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها على جميع الاعتبارات فيها. {عَلى آلِهَتِكُمْ:} متعلقان بما قبلهما، والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة.

{إِنَّ هذا لَشَيْءٌ:} إعراب هذه الجملة مثل إعراب سابقتها بلا فارق. {يُرادُ:} فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب فاعله يعود إلى: (شيء)، والجملة الفعلية في محل رفع صفة: (شيء).

تأمل وتدبر، وربك أعلم، وأجل وأكرم..

{ما سَمِعْنا بِهذا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هذا إِلاَّ اِخْتِلاقٌ (٧)}

الشرح: {ما سَمِعْنا بِهذا} أي: الذي يقوله محمد صلّى الله عليه وسلّم. {فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ:} يريدون الملة النصرانية التي هي آخر الملل، فإن النصارى يقولون بالتثليث، لا بالتوحيد. وهو قول ابن عباس -رضي الله عنهما-. وقال مجاهد، وقتادة: يعنون: دين قريش، أي: ليس هذا في الدين الذي أدركنا عليه آباءنا. {إِنْ هذا إِلاَّ اخْتِلاقٌ} أي: الذي يقوله محمد ما هو إلا كذب، وافتراء. هذا؛ والملة: الطريقة، والديانة، والشريعة، قال تعالى في سورة (الحج) رقم [٧٨]: {مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ}. وهي بفتح الميم: الرماد الحار. هذا؛ وخلق الشيء، واختلقه: ابتدعه، وافتراه.

الإعراب: {ما:} نافية. {سَمِعْنا:} فعل ماض مبني على السكون لاتصاله ب‍: (نا)، و (نا):

ضمير متصل في محل رفع فاعل. وهذا هو المتعارف عليه في إعراب مثل هذا الفعل، والإعراب

<<  <  ج: ص:  >  >>