للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و {يَعْبُدُونَ} مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه. {ما:} اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل نصب مفعول به، وجملة: {لا يَنْفَعُهُمْ} صلة {ما،} أو صفتها، والعائد، أو الرابط، رجوع الفاعل إليها، وجملة: {وَلا يَضُرُّهُمْ} معطوفة عليها، وجملة: {وَكانَ الْكافِرُ..}.

إلخ معطوفة على ما قبلها، أو مستأنفة، لا محل لها، والجار والمجرور: {عَلى رَبِّهِ} متعلقان ب‍ {ظَهِيراً} بعدهما، والهاء في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. هذا؛ وأجيز اعتبار الجار والمجرور متعلقين بمحذوف خبر (كان)، و {ظَهِيراً} حالا، أو خبرا ثانيا ل‍ (كان)، والأول أقوى.

{وَما أَرْسَلْناكَ إِلاّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً (٥٦)}

الشرح: الخطاب في هذه الآية للرسول صلّى الله عليه وسلّم، يقول الله له: إنما أنت مبشر للمؤمنين الطائعين بالجنة ونعيمها الدائم، ومنذر للكافرين، والفاسدين المفسدين بنار السموم وعذاب الجحيم. هذا؛ وفي قوله تعالى: {إِلاّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً} قصر إضافي، وهو هنا قصر موصوف على صفة، وهو كثير في كتاب الله تعالى. ولا تنس: المطابقة بين {مُبَشِّراً} و (نذيرا).

الإعراب: {وَما:} الواو: حرف استئناف. (ما): نافية. {أَرْسَلْناكَ:} فعل، وفاعل، ومفعول به أول. {إِلاّ:} حرف حصر. {مُبَشِّراً:} مفعول به ثان، أو هو حال مستثنى من عموم الأحوال. (نذيرا): معطوف على ما قبله بالواو العاطفة. هذا؛ وعبارة الشهاب: أي ما أرسلناك في حال من الأحوال إلا حال كونك مبشرا ونذيرا فلا تحزن على عدم إيمانهم. انتهى. جمل، وهو يفيد الحالية. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.

{قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاّ مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً (٥٧)}

الشرح: {قُلْ:} الخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم. {ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ} أي: على تبليغ الرسالة الذي يدل عليه قوله تعالى: {إِلاّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً،} أو على ما جئتكم به من الوحي، والقرآن. {مِنْ أَجْرٍ:} فتقولوا حينئذ: إنما يطلب محمد أموالنا بما يدعوننا إليه فلا نتبعه. {إِلاّ مَنْ شاءَ:}

والمراد إلا فعل من شاء. {أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً:} أن يتقرب إليه، ويطلب الزلفى عنده بالإيمان والطاعة، فصور سبحانه ذلك بصورة الأجر من حيث إنه مقصود فعله، أو المعنى: لكن من شاء أن يتخذ بإنفاق ماله سبيلا إلى ربه، وعليه فالمعنى: لا أسألكم لنفسي أجرا، ولكن أمنع من إنفاق المال إلا في طلب مرضاة الله، واتخاذ السبيل إلى جنته.

هذا؛ والسبيل: الطريق، يذكر، ويؤنث بلفظ واحد، فمن التذكير قوله تعالى: {وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً} ومن التأنيث قوله تعالى: {قُلْ هذِهِ سَبِيلِي}

<<  <  ج: ص:  >  >>