{فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} رقم [٥٨] من سورة (يونس) على نبينا، وعليه ألف صلاة وألف سلام. وقال جلّ ذكره في سورة (الروم) رقم [٤ و ٥]: {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (٤) بِنَصْرِ اللهِ}.
الإعراب:{لا:} ناهية جازمة. {تَحْسَبَنَّ:} فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة في محلّ جزم ب ({لا}) الناهية، والفاعل مستتر تقديره:«أنت». وهذا على فتح الباء، وأمّا على ضمّها؛ فالفاعل واو الجماعة، وهي محذوفة دلّ عليها الضمّة على الباء قبلها، ويكون علامة الجزم حذف النّون؛ لأنه من الأفعال الخمسة. و {الَّذِينَ:} هو المفعول الأول، والمفعول الثاني محذوف، دلّ عليه ما بعده، تقديره: بمفازة، وأما على قراءة الياء، فالذين هو الفاعل، والمفعولان محذوفان، اكتفاء بمفعولي الفعل الآتي، ومنه قول الكميت بن زيد الأسدي، وهو الشاهد رقم [١] من كتابنا: «فتح رب البريّة»: [الطويل]
بأيّ كتاب أم بأيّة سنّة... ترى حبّهم عارا عليّ وتحسب
{يَفْرَحُونَ:} فعل مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله. {بِما:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، و (ما) تحتمل الموصولة والموصوفة، فهي مبنية على السكون في محل جر بالباء.
{أَتَوْا:} فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف المحذوفة لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة التي هي فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية صلة (ما) أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: بالذي، أو بشيء أتوه. ({يُحِبُّونَ}): مضارع، وفاعله، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، أن يحمدوا: فعل مضارع منصوب بأن، وعلامة نصبه حذف النون، وهو مبنيّ للمجهول، والواو نائب فاعله، والمصدر المؤول منهما في محل نصب مفعول به. {بِما:}
متعلقان بما قبلهما، و (ما) مثل سابقتها. {لَمْ:} حرف نفي، وقلب، وجزم. {يَفْعَلُوا:} فعل مضارع مجزوم ب {لَمْ} وعلامة جزمه... إلخ، والجملة الفعلية صلة (ما) أو صفتها، والعائد أو الرابط محذوف، التقدير: بالذي، أو بشيء لم يفعلوه، {فَلا:} الفاء: حرف عطف. أو هي صلة على اعتبار الفعل بعدها بدلا من السابق. {تَحْسَبَنَّهُمْ:} إعرابه مثل إعراب سابقه.
{بِمَفازَةٍ:} متعلّقان به، وهما في محل نصب مفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، أو هي بدل منها، لا محلّ لها على الاعتبارين. {مِنَ الْعَذابِ:} متعلقان ب (مفازة) أو:
بمحذوف صفة لها. {وَلَهُمْ:} الواو: واو الحال. ({لَهُمْ}): جار ومجرور متعلّقان بمحذوف خبر مقدّم. {عَذابٌ:} مبتدأ مؤخر. {أَلِيمٌ:} صفة له، والجملة الاسمية في محل نصب حال من الضمير المنصوب، والرابط: الواو، والضمير.
الشرح:{وَلِلّهِ مُلْكُ..}. إلخ أي: ملكا، وخلقا، وعبيدا، وفي كثير من الآيات:{وَما بَيْنَهُما} أي: الموجود بين السماء، والأرض، من أفلاك، وكواكب في السماء، وما على