للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بها: إحداها: كأيّن، وهي الأصل، وبها قرأ الجماعة إلاّ ابن كثير. والثانية: كائن بوزن كاعن، وبها قرأ ابن كثير، وجماعة، وهي أكثر استعمالا من (كأين) وإن كانت الأصل، وهو كثير في الشعر العربي. والثالثة: (كئين) بوزن: كريم. الرابعة: (كيئن) بياء ساكنة وهمزة مكسورة.

الخامسة: (كأن) بوزن: كفن. هذا؛ والجلال المحلي اعتبر كأيّن بسيطة غير مركبة، وأن آخرها نون من نفس الكلمة لا تنوين؛ لأن هذه الدعاوى المتقدمة لا يقوم عليها دليل، والشيخ-رحمه الله تعالى-سلك في ذلك الطريق الأسهل، والنحويون ذكروا هذه الأشياء محافظة على أصولهم مع ما ينضم إلى ذلك من الفوائد، وتشحين الذهن، وتمرينه. انتهى. جمل.

الإعراب: {وَكَأَيِّنْ:} الواو: حرف استئناف. (كأين): اسم كناية بمعنى: كثير مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، وأجاز السمين اعتباره مفعولا به لفعل محذوف، يفسره المذكور بعده. {مِنْ:} حرف جر صلة. {قَرْيَةٍ:} تمييز ل‍: (كأيّن) منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. {هِيَ:} ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {أَشَدُّ:} خبره، والجملة الاسمية في محل جر على اللفظ، أو في محل نصب على المحل صفة: {قَرْيَةٍ}. {قُوَّةً:} تمييز. {مِنْ قَرْيَتِكَ:} متعلقان ب‍: {أَشَدُّ،} والكاف في محل جر بالإضافة. {الَّتِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة: {قَرْيَتِكَ}. {أَخْرَجَتْكَ:} فعل ماض، والتاء للتأنيث، والكاف مفعول به، والفاعل يعود إلى: {الَّتِي،} وهو العائد، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محلّ لها. {أَهْلَكْناهُمْ:}

فعل، وفاعل، ومفعول به، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو: (كأين)، والجملة الاسمية مستأنفة لا محلّ لها. هذا؛ وعلى اعتبار (كأين) مفعولا به فالجملة الفعلية لا محلّ لها؛ لأنها مفسرة، وعليه تكون جملة «أهلكنا كأين» المقدرة فعلية لا اسمية. {فَلا:}

الفاء: حرف تعليل. (لا ناصر لهم) إعراب هذه الجملة مثل إعراب: {لا مَوْلى لَهُمْ} في الاية رقم [١١] وهي هنا تعليلية، أو معطوفة، لا محلّ لها من الإعراب

{أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاِتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ (١٤)}

الشرح: {أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ} أي: على ثبات، ويقين، وهدى، ونور من دينه، وهو محمد صلّى الله عليه وسلّم والمؤمنون معه. {كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ:} وهذا هو الكافر أبو جهل، ومن حذا حذوه من الضالين المضلين من يومه إلى يومنا هذا، وإلى يوم القيامة. والمزين في الحقيقة هو الله تعالى عند أهل السنة، والجماعة، وليس للشيطان إلاّ الوسوسة، وهذا بخلاف رأي المعتزلة. انظر ما ذكرته في سورة (غافر) رقم [٣٧] تجد ما يسرّك، ويثلج صدرك. {وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ} أي: ما تزينه لهم نفوسهم من الكفر، والمعاصي، والسيئات. هذا؛ وقد روعي لفظ (من) في: {رَبِّهِ} {لَهُ} {عَمَلِهِ،} وروعي معناها بقوله: {وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ} وانظر الاية رقم [١٨] من سورة (الجاثية).

<<  <  ج: ص:  >  >>