للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{مِنْ،} وجمع فيما بعدهما مراعاة لمعناها. {وَجَعَلَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى (الله).

{مِنْهُمُ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {الْقِرَدَةَ:} مفعول به. {وَالْخَنازِيرَ:} معطوف على (ما) قبله، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها. {وَعَبَدَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى:

{مِنْ}. {الطّاغُوتَ:} مفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على جملة الصلة؛ إذ التقدير: ومن عبد الطّاغوت، وهذا على قراءة الفعل بالبناء للمعلوم ونصب: {الطّاغُوتَ} وهو واضح. ويقرأ بالبناء للمجهول ورفع: «(الطّاغوت)» فيحتاج إلى تقدير ضمير يعود إلى: {مِنْ} فيكون التقدير:

ومن عبد الطاغوت فيهم. وذكرت كثرة القراءات في هذه الجملة، فيطول الكلام فيها وفي أوجه إعرابها، فلذا أعرضت عنها اختصارا.

{أُولئِكَ:} اسم إشارة مبني على الكسر في محلّ رفع مبتدأ، والكاف حرف خطاب لا محلّ له. {شَرٌّ:} خبره. {مَكاناً:} تمييز، والجملة الاسمية مستأنفة لا محلّ لها. {وَأَضَلُّ:} معطوف على: {شَرٌّ} عطف مفرد على مفرد. أو هو خبر لمبتدإ محذوف، أي: هم أضلّ، فيكون العطف عطف جملة اسمية على مثلها. {عَنْ سَواءِ:} متعلقان ب‍: (أضلّ)، و {سَواءِ:} مضاف، و {السَّبِيلِ:} مضاف إليه.

{وَإِذا جاؤُكُمْ قالُوا آمَنّا وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ وَاللهُ أَعْلَمُ بِما كانُوا يَكْتُمُونَ (٦١)}

الشرح: {وَإِذا جاؤُكُمْ قالُوا آمَنّا..}. إلخ: قال قتادة-رحمه الله تعالى-: نزلت في أناس من اليهود، دخلوا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأخبروه: أنّهم مؤمنون، راضون بالذي جاء به، وكانوا متمسّكين بضلالهم، وكفرهم، فكان هؤلاء يظهرون الإيمان، وهم منافقون، فأخبر الله نبيه صلّى الله عليه وسلّم بحالهم، وشأنهم.

{وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ:} يعني: إنّهم دخلوا عليك يا محمد كافرين، وخرجوا كما دخلوا كافرين لم يتعلّق بقلوبهم شيء من الإيمان، فهم كافرون في حالتي الدخول، والخروج. {وَاللهُ أَعْلَمُ بِما كانُوا يَكْتُمُونَ} أي: يخفون من الكفر في قلوبهم؛ لأنّ الله عالم بالسّرائر، وما تنطوي عليه الضمائر، وإنه عالم الغيب والشهادة. هذا؛ و {أَعْلَمُ} بمعنى: عالم؛ لأنّه ليس على بابه؛ إذ ليس لأحد علم يشبه علم الله تعالى حتّى يقارن به، وتجري بينهما المفاضلة، ومثله كثير في آيات القرآن.

هذا؛ وكتم، يكتم من باب: نصر، وربما عدّي إلى مفعولين، فيقال: كتمت زيدا الحديث، وقال تعالى في سورة (النّساء) رقم [٤٢]: {يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً}. وكتم الشيء: بالغ في كتمانه؛ أي: في إخفائه، قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم:

<<  <  ج: ص:  >  >>