للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (١٨)}

الشرح: {الْقاهِرُ:} القهر إما أن يراد به الغلبة أو التذليل، وما هنا من الأول، وكذا قوله تعالى حكاية عن قول فرعون: {وَإِنّا فَوْقَهُمْ قاهِرُونَ} ومن الثاني قوله تعالى: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ} وعبارة الخازن: يعني: وهو الغالب لعباده، {الْقاهِرُ} لهم، وهم مقهورون تحت قدرته، والقاهر، والقهار معناه: الذي يدبر خلقه بما يريد، وإن شق عليهم، فلا يستطيع أحد من خلقه رد تدبيره، والخروج من تحت قهره وتقديره. ومعنى {فَوْقَ عِبادِهِ} هنا: أن قهره قد استعلى على خلقه، فهم تحت التسخير والتذليل بما علاهم من الاقتدار والقهر الذي لا يقدر أحد على الخروج منه، ولا ينفك عنه. انتهى بتصرف. وهذا يعني أن لا فوقية معلومة. {الْحَكِيمُ:} في أمره وتدبير شئون عباده. {الْخَبِيرُ:} بعباده وما ببواطنهم وأسرارهم وأحوالهم.

الإعراب: {وَهُوَ:} الواو: حرف استئناف. (هو): ضمير رفع منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {الْقاهِرُ:} خبره. {فَوْقَ:} ظرف مكان متعلق ب‍ {الْقاهِرُ} وجوز اعتباره متعلقا بمحذوف خبر ثان للمبتدإ، كما جوز اعتباره متعلقا بمحذوف حال من الضمير المستتر ب‍ {الْقاهِرُ،} التقدير: مستعليا فوق عباده، وهذا يفيده التفسير والشرح. وهو مضاف، و {عِبادِهِ:} مضاف إليه، والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الاسمية: {وَهُوَ الْقاهِرُ}.

مستأنفة لا محل لها، والجملة الاسمية بعدها معطوفة عليها، وإعرابها ظاهر إن شاء الله تعالى.

{قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللهِ آلِهَةً أُخْرى قُلْ لا أَشْهَدُ قُلْ إِنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمّا تُشْرِكُونَ (١٩)}

الشرح: {قُلْ:} انظر الآية رقم [٢/ ٢٦] أو [٧/ ٤] لشرح: «القول». {شَيْءٍ:} انظر الآية رقم [٥/ ١٩]. {اللهُ:} انظر الاستعاذة. {اللهُ شَهِيدٌ..}. إلخ: المراد بشهادة الله: إظهار المعجزة على يد النبي صلّى الله عليه وسلّم، وهي فعل، ولا شك أن دلالة الفعل أقوى من دلالة القول، لعروض الاحتمالات في الألفاظ دون الأفعال. فإن دلالتها لا يعرض لها الاحتمال، وأن المعجزة نازلة من قوله تعالى: «صدق عبدي في كل ما يبلغ عني». {وَأُوحِيَ إِلَيَّ:} أنزل علي. {الْقُرْآنُ:} انظر الآية رقم [٥/ ٤٨]. {لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ:} لأخوفكم بالقرآن عذاب جهنم وسخط الله إن لم تؤمنوا بالله ورسوله، وتتركوا ما أنتم عليه من العبادات الباطلة. {وَمَنْ بَلَغَ} أي: ومن سمع القرآن وبلغه إلى يوم القيامة من العرب والعجم، أو من الثقلين إنسا وجنّا ونباتا وجمادا، والمقصود بكاف

<<  <  ج: ص:  >  >>