للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قالُوا لَنا هذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسى وَمَنْ مَعَهُ أَلا إِنَّما طائِرُهُمْ عِنْدَ اللهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (١٣١)}

الشرح: {جاءَتْهُمُ:} انظر الآية رقم [٤]. {الْحَسَنَةُ:} انظر الآية رقم [٩٥]. {قالُوا:}

انظر «القول» في الآية رقم [٥]. {لَنا هذِهِ} أي: نحن مستحقوها، وهي لأجلنا على العادة التي جرت في سعة الأرزاق، وصحة الأبدان فلذا لم يشكروه سبحانه على نعمه. {سَيِّئَةٌ:} انظر الآية رقم [٩٥] وانظر إعلال: {تُصِبْهُمْ} في الآية رقم [٦/ ١٢٤]. {يَطَّيَّرُوا بِمُوسى..}. إلخ:

يتشاءموا بهم، ويقولوا: ما أصابتنا إلا بشؤمهم، وما أصابنا بلاء إلا حين رأيناهم، وهذا إغراق منهم بالغباوة وقسوة القلب، فإن الشدائد ترقق القلوب، وتذلل العرائك، سيما بعد مشاهدة المعجزات، وهي لم تؤثر فيهم، بل زادوا عتوّا، وانهماكا في الغي. وإنما عرّف {الْحَسَنَةُ} وذكرها مع أداة التحقيق (إذا) لكثرة وقوعها، وتعلق الإرادة بإحداثها بالذات، ونكر (السيئة) وأتى بها مع حرف الشك: (إن) لندورها، وعدم القصد لها إلا بالتبع. انتهى بيضاوي بتصرف.

وأصل {يَطَّيَّرُوا:} يتطيروا فأدغمت التاء في الطاء لمقاربتها لها في المخرج، وقرئ شاذّا:

(تطيروا). {إِنَّما طائِرُهُمْ عِنْدَ اللهِ} أي: سبب خيرهم وشرهم عنده، وهو حكمه، ومشيئته. أو سبب شؤمهم عند الله، وهو أعمالهم المكتوبة عنده، فإنها التي ساقت لهم ما يسوءهم.

وقال ابن عباس-رضي الله عنهما-: {طائِرُهُمْ} ما قضي لهم، وقدر عليهم من عند الله.

وقرئ: «(طيرهم)» وانظر الآية رقم [٦/ ٣٨]. {اللهِ:} انظر الآية رقم [٨٧]. {وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ:} أن ما يصيبهم من الله، أو من شؤم أعمالهم.

الإعراب: {فَإِذا:} (إذا): ظرف لما يستقبل من الزمان، خافض لشرطه، منصوب بجوابه، صالح لغير ذلك، مبني على السكون في محل نصب. {جاءَتْهُمُ:} ماض، والتاء للتأنيث، والهاء مفعول به. {الْحَسَنَةُ:} فاعله، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة (إذا) إليها على القول المشهور المرجوح. {قالُوا:} فعل، وفاعل، والألف للتفريق. {لَنا:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {هذِهِ:} اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ مؤخر، والهاء حرف تنبيه لا محل له، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالُوا..}. إلخ جواب (إذا) لا محل لها، و (إذا) ومدخولها كلام مستأنف مفرع عما قبله لا محل له. (إن):

حرف شرط جازم. {تُصِبْهُمْ:} مضارع فعل الشرط، والهاء مفعول به. {سَيِّئَةٌ:} فاعله، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي. {يَطَّيَّرُوا:}

مضارع جواب الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها جملة جواب الشرط، ولم تقترن

<<  <  ج: ص:  >  >>