لها، والجملة الاسمية:{أَهذَا..}. إلخ في محل نصب مقول القول لقول محذوف، التقدير:
يقولون: أهذا... إلخ، والجملة الفعلية هذه في محل نصب حال من واو الجماعة، أو هي جواب (إذا) لا محل لها، وتكون جملة:{إِنْ يَتَّخِذُونَكَ..}. إلخ معترضة بين شرط (إذا) وجوابها لا محل لها. {وَهُمْ:} الواو: واو الحال. (هم): مبتدأ. {بِذِكْرِ:} متعلقان ب: {كافِرُونَ} بعدهما، و (ذكر) مضاف، و {الرَّحْمنِ} مضاف إليه من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعله محذوف. {هُمْ:}
توكيد لفظي لسابقه. {كافِرُونَ:} خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والجملة الاسمية:{هُمْ..}. إلخ في محل نصب حال من واو الجماعة في:«يقولون» المقدر، أو في {يَتَّخِذُونَكَ،} والرابط:
الواو، والضمير على الاعتبارين، و (إذا) ومدخولها كلام مستأنف لا محل له.
الشرح:{خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ} أي: ركب على العجلة. فخلق عجولا، ويقال: خلق الإنسان من الشر، أي: شريرا؛ إذا بالغت في وصفه به، والمعنى: إن طبع الإنسان العجلة، فيستعجل كثيرا من الأشياء؛ وإن كانت مضرة. هذا؛ وقيل: المراد بالإنسان آدم عليه السّلام، قال سعيد بن جبير والسدي رحمهما الله تعالى: لما دخلت الروح في عيني آدم عليه السّلام؛ نظر في ثمار الجنة، فلما دخلت جوفه؛ اشتهى الطعام، فوثب قبل أن تبلغ الروح رجليه عجلان إلى ثمار الجنة، فوقع، فقيل:{خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ} وأورث بنيه العجلة، وقيل: خلق بسرعة، وتعجيل على غير قياس خلق بنيه؛ لأنهم خلقوا من نطفة، ثم من علقة، ثم من مضغة، أطوارا، طورا بعد طور. وقال أبو عبيدة، وغيره: العجل: الطين بلغة حمير، وأنشدوا:[البسيط]
والنّبع في الصخرة الصّمّاء منبته... والنّخل ينبت بين الماء والعجل
وقيل: أراد بالإنسان النوع الإنساني يدل عليه ما بعده، وذلك: أن المشركين كانوا يستعجلون العذاب، وقيل: المراد به النضر بن الحارث، وهو الذي ذكرته في الآية رقم [٣٢] من سورة (الأنفال). {سَأُرِيكُمْ آياتِي:} المراد بالآيات ما دل على صدق محمد صلّى الله عليه وسلّم من المعجزات، وما جعله له من العاقبة المحمودة، وقال البيضاوي: نقماتي في الدنيا، كوقعة بدر، وفي الآخرة عذاب النار.
هذا؛ ويكثر النهي في القرآن الكريم عن العجلة، واستعجال الشيء قبل أوانه، وهذا النهي أكثر ما يوجه للكافرين الذين طلبوا استعجال العذاب، وقد يوجه إلى بني آدم جميعا. وقد توجه إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم كما في الآية رقم [١١٤] من سورة (طه)، بينما حث الله تعالى على المسارعة إلى فعل الطاعات، فقال في (آل عمران): {وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ..}. إلخ رقم [١٣٣]، وقال في سورة (الحديد): {سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ..}. إلخ رقم [٢١]، كما وصف أنبياءه،