للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{آمِنِينَ:} حال من واو الجماعة في {لَتَدْخُلُنَّ}. {مُحَلِّقِينَ:} حال ثانية من واو الجماعة، أو من الضمير المستتر ب‍: {آمِنِينَ} فهي حال متداخلة، وحال مقدرة. انظر أنواع الحال في الاية رقم [٨] وفاعل الحالين ضمير مستتر تقديره: «أنتم». {رُؤُسَكُمْ:} مفعول به ل‍: {مُحَلِّقِينَ،} والكاف في محل جر بالإضافة. {وَمُقَصِّرِينَ:} معطوف على {مُحَلِّقِينَ} منصوب مثله، وعلامة النصب في الثلاثة الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنها جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، وفاعل: (مقصرين) مستتر فيه، ومفعوله محذوف لدلالة المقام عليه. {لا:}

نافية. {تَخافُونَ:} مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل نصب حال من فاعل: {لَتَدْخُلُنَّ،} أو من الضمير المستتر في: {آمِنِينَ،} أو في: {مُحَلِّقِينَ،} أو في:

(مقصرين)، فإن كانت حالا من فاعل {لَتَدْخُلُنَّ،} أو من الضمير في: {آمِنِينَ،} فهي حال مؤكدة، ويجوز أن تكون الجملة مستأنفة، لا محلّ لها.

{فَعَلِمَ:} الفاء: حرف عطف. (علم): فعل ماض، والفاعل يعود إلى (الله). {ما:} اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل نصب مفعول به. {فَعَلِمَ:} حرف نفي، وقلب، وجزم. {تَعْلَمُوا:} مضارع مجزوم ب‍: {فَعَلِمَ} وعلامة جزمه حذف النون... إلخ، والواو فاعله، والجملة الفعلية صلة {ما،} أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: علم الذي، أو شيئا لم تعلموه، وجملة: (علم...) إلخ معطوفة على جملة: {لَقَدْ صَدَقَ..}. إلخ، أو هي مستأنفة، لا محلّ لها على الاعتبارين. (جعل): ماض، والفاعل يعود إلى الله أيضا.

{مِنْ دُونِ:} متعلقان بما قبلهما، و {دُونِ} مضاف، و {ذلِكَ} اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالإضافة، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محلّ له. {فَتْحاً:} مفعول به.

{قَرِيباً:} صفة له، وجملة: (جعل...) إلخ معطوفة على ما قبلها، لا محلّ لها مثلها.

{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً (٢٨)}

الشرح: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ..}. إلخ: قال الخازن-رحمه الله تعالى-: هذا لبيان صدق الرؤيا، وذلك أن الله لا يري رسوله صلّى الله عليه وسلّم ما لا يكون، فيحدث الناس، فيقع خلافه، فيكون سببا للضلال، فحقق الله أمر الرؤيا بقوله: {لَقَدْ صَدَقَ اللهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالْحَقِّ} وبقوله: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ}. وفيه بيان وقوع الفتح ودخول مكة. انتهى. والمعنى: أن الله عزّ وجل هو الذي بعث محمدا صلّى الله عليه وسلّم بالنور، والقرآن. {وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} أي: دين الإسلام؛ ليعليه على جميع الأديان بالحجج الدامغات، والبراهين الساطعات، فتصير الأديان كلها دونه. {وَكَفى بِاللهِ شَهِيداً} أي: في أن محمدا صلّى الله عليه وسلّم رسول الله. وفيه تسلية لقلوب المؤمنين

<<  <  ج: ص:  >  >>