للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى (من) تقديره: «هو». {فَإِنَّما:} الفاء: واقعة في جواب الشرط. (إنما): كافة ومكفوفة.

{يَهْتَدِي:} مضارع مرفوع.. إلخ، والفاعل يعود إلى (من) أيضا. {لِنَفْسِهِ:} متعلقان بما قبلهما، والهاء في محل جر بالإضافة، وجملة: {فَإِنَّما..}. إلخ في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، والدسوقي يقول: لا محل لها؛ لأنها لم تحل محل المفرد، وخبر المبتدأ الذي هو (من) مختلف فيه، فقيل: جملة الشرط. وقيل: جملة الجواب. وقيل: الجملتان، وهو المرجح لدى المعاصرين. هذا؛ وإن اعتبرت (من) موصولة، فالجملة بعدها صلتها، وهي مبتدأ، وجملة: {فَإِنَّما يَهْتَدِي..}. إلخ خبرها، وزيدت الفاء في خبره لتحسين اللفظ، ولأن الموصول يشبه الشرط في العموم، وعلى الاعتبارين؛ فالجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. والجملة:

{وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها} مثلها في إعرابها، وهي معطوفة عليها، والجار والمجرور {عَلَيْها} متعلقان بالفعل قبلهما. وقيل: متعلقان بمحذوف حال، وهو ضعيف.

{وَلا:} الواو: واو الحال. (لا): نافية. {تَزِرُ:} مضارع. {وازِرَةٌ:} فاعله. {وِزْرَ:}

مفعول به، وهو مضاف، و {أُخْرى:} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف للتعذر، والجملة الفعلية في محل نصب حال من فاعل {يَضِلُّ} المستتر، والرابط: الضمير فقط، وهي مؤكدة لمعنى ما قبلها، والاستئناف ممكن. تأمل. {وَما:} الواو: حرف عطف. (ما):

نافية. {كُنّا:} ماض مبني على السكون، و (نا): اسمها. {مُعَذِّبِينَ:} خبر (كان) منصوب، وعلامة نصبه الياء؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، وفاعله مستتر فيه، ومفعوله محذوف، تقديره: أحدا.. {حَتّى:} حرف غاية وجر. {نَبْعَثَ:} مضارع منصوب ب‍: «أن» مضمرة بعد {حَتّى،} والفاعل مستتر تقديره: «نحن». {رَسُولاً:} مفعول به، و «أن» المضمرة، والمضارع في تأويل مصدر في محل جر ب‍: {حَتّى،} والجار والمجرور متعلقان ب‍: {مُعَذِّبِينَ،} وجملة: {وَما كُنّا..}. إلخ معطوفة على ما قبلها على الوجهين المعتبرين فيها.

{وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْناها تَدْمِيراً (١٦)}

الشرح: وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها: في معنى {أَمَرْنا} قولان: فقال أكثر المفسرين: معناه: أمرهم بالطاعة، والأعمال الصالحة، وفعل الخير، فخالفوا ذلك الأمر، وفسقوا. والقول الثاني: أمرنا بمعنى: كثّرنا فسّاقها، يقال: أمر القوم إذا كثروا. وقال عبد الله بن مسعود-رضي الله عنه-: كنا نقول في الجاهلية للحيّ إذا كثروا: أمر أمر بني فلان. قال لبيد بن ربيعة الصحابي-رضي الله عنه-: [المنسرح]

كلّ بني حرّة مصيرهم... قلّ وإن أكثروا في العدد

إن يغبطوا يهبطوا، وإن أمروا... يوما يصيروا للهلك والنّكد

<<  <  ج: ص:  >  >>