للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{اللهِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من {كَذِباً،} كان صفة له على مثال ما رأيت في الآية رقم [٩]. {كَذِباً:} مفعول به، والجملة الاسمية: {فَمَنْ أَظْلَمُ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{وَإِذِ اِعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَما يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً (١٦)}

الشرح: {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ..}. إلخ: فالمعنى: وقال بعضهم لبعض: اذكروا حين اعتزلتم هؤلاء الكافرين واعتزلتم عبادتهم إلا عبادة الله، فأنتم متمسكون بها. والمراد: بالاعتزال:

اعتزال العقيدة، أو اعتزال الأجسام، وكلاهما قد وقع فعلا. {فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ:} التجئوا إلى الكهف، واختبئوا فيه. {يَنْشُرْ لَكُمْ..}. إلخ: يبسط لكم ربكم رحمة من خزائن رحمته في الدنيا، والآخرة. وقال البيضاوي: يبسط الرزق لكم، ويوسع عليكم،. انتهى وليس هذا مرادا هنا فيما أرى. {وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقاً:} يسهل لكم أموركم، وما تحتاجون إليه من أمر الدنيا، والآخرة، و (المرفق) ما يرتفق؛ أي: ما ينتفع به، وإنما قالوا ذلك ثقة بفضل الله، وقوة في رجائهم، لتوكلهم عليه، وصحة يقينهم، وسلامة عقيدتهم. هذا؛ وقرئ: {مِرْفَقاً} بكسر الميم وفتح الفاء، وبالعكس، فقيل: هما بمعنى: واحد، وهو ما يرتفق به، وليس بمصدر.

وقيل: بكسر الميم لليد الجارحة، وبفتحها للأمر، وهو معنوي، وقد يستعمل كل واحد منهما موضع الآخر، حكاه الأزهري عن ثعلب. وقال بعضهم: هما لغتان فيما يرتفق به، فأما الجارحة فبكسر الميم فقط. انتهى. جمل. وهو في اليد الموصل بين الساعد والعضد، وجمعه مرافق.

قال تعالى: {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ}.

الإعراب: {وَإِذِ:} الواو: حرف استئناف. (إذ): ظرف لما مضى من الزمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بفعل محذوف، تقديره: اذكروا، وقت... إلخ، وهذه الجملة في محل نصب مقول القول. انظر الشرح لتقدير هذا القول. {اِعْتَزَلْتُمُوهُمْ:} ماض مبني على السكون. والتاء فاعله، والميم علامة جمع الذكور، وحركت بالضم لتحسين اللفظ، فتولدت واو الإشباع، والهاء مفعول به، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة (إذ) إليها. هذا؛ واعتبر ابن هشام (إذ) في شذور الذهب حرف تعليل، وقدر الكلام كما يلي: ولأجل اعتزالكم إياهم.

{وَما:} الواو: حرف عطف. (ما): أجيز فيها اعتبارها موصولة، ونكرة موصوفة، ومصدرية، ونافية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل نصب معطوفة على الضمير المنصوب، والجملة بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: والذي، أو: وشيئا يعبدونه، وعلى اعتبار (ما) مصدرية تؤوّل مع الفعل بعدها بمصدر في محل نصب معطوف على

<<  <  ج: ص:  >  >>