للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف صفة {رِيحاً،} أو بمحذوف حال منه بعد وصفه بما تقدم.

{نَحِساتٍ:} صفة: {أَيّامٍ،} وجملة: {فَأَرْسَلْنا..}. إلخ معطوفة على الجمل السابقة، فهي في محل رفع مثلها. {لِنُذِيقَهُمْ:} فعل مضارع منصوب ب‍: «أن» مضمرة بعد لام التعليل، والفاعل مستتر تقديره: «نحن»، والهاء مفعول به أول. {عَذابَ:} مفعول به ثان. وهو مضاف، و {الْخِزْيِ} مضاف إليه. {فِي الْحَياةِ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {الدُّنْيا:} صفة: {الْحَياةِ} مجرور مثله، وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف، و «أن» المضمرة والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بالفعل: (أرسلنا). {وَلَعَذابُ:} الواو:

حرف استئناف. اللام: لام الابتداء. (عذاب): مبتدأ، وهو مضاف، و {الْآخِرَةِ} مضاف إليه.

{أَخْزى:} خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها، أو هي في محل نصب حال من الضمير المنصوب، والرابط: الواو، والضمير في الجملة المعطوفة عليها. {وَهُمْ:} الواو:

حرف عطف. (هم): مبتدأ. {لا:} نافية. {يُنْصَرُونَ:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع، والواو نائب فاعله، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، على الوجهين المعتبرين فيها.

{وَأَمّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ الْهُونِ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (١٧)}

الشرح: {وَأَمّا ثَمُودُ} أي: قبيلة ثمود. هذا؛ ويقرأ بالرفع، والنصب، ومنونا، وعدمه في الحالين، والتنوين على إرادة «الحي»، وعدمه على إرادة «القبيلة». {فَهَدَيْناهُمْ:} قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: بينا لهم سبيل الهدى. وقيل: دللناهم على الخير، والشر، وذلك بنصب الآيات التكوينية، وإرسال الرسل، وإنزال الآيات التشريعية. {فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى:}

فاختاروا الضلالة على الإيمان، والمعاصي على الطاعات فاستعار {الْعَمى} للضلالة بجامع عدم الاهتداء في كل منهما، واستعار الإيمان إلى {الْهُدى} بجامع الاهتداء في كل منهما. {فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ الْهُونِ:} الذل، والصغار، والهوان، وكان ذلك بالصيحة، والرجفة؛ التي رأيت شرحها في سورة (الأعراف) رقم [٧٨]. {بِما كانُوا يَكْسِبُونَ} أي: من شركهم، وتكذيبهم صالحا. فإن قيل: كيف يجوز للرسول صلّى الله عليه وسلّم أن ينذر قومه مثل صاعقة عاد، وثمود مع العلم بأن ذلك لا يقع في أمته صلّى الله عليه وسلّم، وقد صرح الله تعالى بذلك في سورة (الأنفال) رقم [٣٣]: {وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} وقد جاء في الحديث الصحيح أن الله تعالى رفع عن هذه الأمة الأنواع المذكورة. فالجواب: أنهم لما عرفوا كونهم مشاركين لعاد، وثمود في استحقاق مثل تلك الصاعقة، وأن السبب الموجب للعذاب واحد؛ فربّما يكون العذاب النازل بهم من جنس

<<  <  ج: ص:  >  >>