للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك العذاب، وإن كان أقل درجة، وهذا القدر يكفي في التخويف. انتهى. جمل نقلا عن كرخي.

أقول: قد حذر الرسول صلّى الله عليه وسلّم أمته، وأنذرها من وقوع جميع أنواع البلاء التي نزلت في الأمم السابقة في آخر الزمان؛ إذا خرجت عن طاعة الله، وارتكبت المعاصي، والمنكرات، واتبعت وحي الشيطان. وخذ ما يلي:

فعن أبي أمامة-رضي الله عنه-عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «يبيت قوم من هذه الأمّة على طعم، وشرب، ولهو، ولعب، فيصبحوا قد مسخوا قردة، وخنازير، وليصيبهم خسف، وقذف؛ حتى يصبح الناس فيقولون: خسف الليلة ببني فلان، وخسف الليلة بدار فلان خواصّ، ولترسلنّ عليهم حجارة من السّماء، كما أرسلت على قوم لوط على قبائل فيها، وعلى دور، ولترسلنّ عليهم الريح العقيم، الّتي أهلكت عادا على قبائل فيها، وعلى دور بشريهم الخمر، ولبسهم الحرير، واتخاذهم القينات، وأكلهم الرّبا، وقطيعتهم الرحم، (وخصلة نسيها جعفر)». رواه أحمد مختصرا، وابن أبي الدنيا، والبيهقي.

وروي عن علي بن أبي طالب-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إذا فعلت أمتي خمس عشرة خصلة؛ حلّ بها البلاء». قيل: ما هنّ يا رسول الله؟! قال: «إذا كان المغنم دولا، والأمانة مغنما، والزكاة مغرما، وأطاع الرجل زوجته، وعقّ أمّه، وبرّ صديقه، وجفا أباه، وارتفعت الأصوات في المساجد، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأكرم الرجل مخافة شرّه، وشربت الخمور، ولبس الحرير، واتّخذت القينات، والمعازف، ولعن آخر هذه الأمة أوّلها، فليرتقبوا عند ذلك ريحا حمراء، أو خسفا، أو مسخا». رواه الترمذي، والحديثان موجودان في «الترغيب والترهيب» للحافظ المنذري.

الإعراب: {وَأَمّا:} الواو: حرف عطف. (أما): معطوفة على ما قبلها وإعرابها مثلها بلا فارق بينهما. {ثَمُودُ:} مبتدأ، وعلى قراءته بالنصب فهو منصوب على الاشتغال بفعل محذوف يفسره المذكور بعده. {فَهَدَيْناهُمْ:} الفاء: واقعة في جواب (أما). (هديناهم): فعل، وفاعل، ومفعول به، والمتعلق محذوف، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، على قراءة ثمود بالرفع، ومفسرة لا محل لها على قراءته بالنصب. (استحبوا): فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق. {الْعَمى:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف. {عَلَى الْهُدى:} متعلقان بما قبلهما، وعلامة الجر كسرة مقدرة على الألف. والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها على الوجهين المعتبرين فيها. {فَأَخَذَتْهُمْ:} فعل ماض، والهاء مفعول به. {صاعِقَةُ:} فاعله، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها. و {صاعِقَةُ} مضاف.

{الْعَذابِ:} مضاف إليه. {الْهُونِ:} صفة: {الْعَذابِ}. وقيل: بدل منه، وليس بشيء. {بِما:}

<<  <  ج: ص:  >  >>