للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {اللهُ:} مبتدأ. {الَّذِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبره، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محلّ لها. {أَنْزَلَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى: {الَّذِي} وهو العائد. {الْكِتابَ:} مفعول به. {بِالْحَقِّ:} متعلقان بمحذوف حال من: {الْكِتابَ}. {وَالْمِيزانَ} معطوف على: {الْكِتابَ،} والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محلّ لها. {وَما:} الواو:

حرف استئناف. (ما): اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {يُدْرِيكَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل مستتر تقديره: «هو» يعود إلى (ما)، والكاف مفعول به، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محلّ لها. {لَعَلَّ:} حرف مشبه بالفعل. {السّاعَةَ:} اسمها. {قَرِيبٌ:} خبرها، والجملة الاسمية في محل نصب سدّت مسدّ المفعول الثاني للفعل يدريك.

{يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِها وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْها وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمارُونَ فِي السّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ (١٨)}

الشرح: {يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِها} أي: بالساعة، يستعجلونها؛ أي: يطلبون وقوعها عاجلا على طريق الاستهزاء، ظنّا منهم: أنّها غير آتية، أو إيهاما للضعفة: أنّها لا تكون. وما أكثر ما حكى القرآن عنهم: {وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ}.

هذا؛ وقال الجمل: {الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِها} أي: فلا يشفقون منها. وقوله {وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْها} أي: فلا يستعجلونها، ففي الآية احتباك؛ حيث ذكر الاستعجال أولا، وحذف الإشفاق، وذكر الإشفاق ثانيا، وحذف الاستعجال. انتهى. نقلا من كرخي.

{وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْها} أي: خائفون وجلون من وقوعها لاستقصارهم أنفسهم مع الجهد في الطاعة، كما قال تعالى في سورة (المؤمنون) رقم [٦٠]: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ}. {وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ} أي: ويعتقدون: أنّها كائنة لا محالة، فهم مستعدون لها، عاملون من أجلها؛ لذا كانوا يسألون عنها خوفا من مفاجأتها؛ فعن أنس-رضي الله عنه-أنّ رجلا سأل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: متى الساعة؟ قال: «وما أعددت لها؟». قال: لا شيء؛ إلاّ أني أحبّ الله، ورسوله. قال: «أنت مع من أحببت». قال أنس: فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلّى الله عليه وسلّم «أنت مع من أحببت». قال أنس رضي الله عنه: (فأنا أحبّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وأبا بكر وعمر، وأرجو أن أكون معهم بحبي إيّاهم). رواه البخاري، ومسلم، وغيرهما.

{أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمارُونَ:} يشكون، ويخاصمون في قيام الساعة، ويجادلون في وجودها.

{لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ} أي: عن الحق، وطريق الاعتبار. و (الضلال) مصدر: «ضل» الثلاثي، والإضلال مصدر الرباعي، والأول مستعار من ضلال من أبعد في التيه ضلالا، أو هو مجاز

<<  <  ج: ص:  >  >>