للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقد زاد الحياة إليّ حبّا... بناتي إنّهنّ من الضّعاف

أحاذر أن يرين البؤس بعدي... وأن يشربن رنقا بعد صافي

الإعراب: {وَلْيَخْشَ:} اللام: لام الأمر. (يخش): فعل مضارع مجزوم بلام الأمر، وعلامة جزمه حذف حرف العلّة من آخره وهو الألف، والفتحة قبلها دليل عليها. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محلّ رفع فاعل، والجملة الفعلية مستأنفة لا محل لها. {لَوْ:}

حرف لما كان سيقع لوقوع غيره. {تَرَكُوا:} فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي.

{مِنْ خَلْفِهِمْ:} متعلّقان بالفعل قبلهما، ويجوز تعليقهما بمحذوف حال من: {ذُرِّيَّةً} كان صفة له، فلما قدم عليه؛ صار حالا، على القاعدة المشهورة. {ذُرِّيَّةً:} مفعول به. {ضِعافاً:}

صفة: {ذُرِّيَّةً}. {خافُوا:} ماض، وفاعله، والألف للتفريق، والمفعول محذوف، التقدير:

خافوا عليهم الضياع. {عَلَيْهِمْ:} جار ومجرور متعلقان به، والجملة الفعلية جواب {لَوْ} لا محل لها. و {لَوْ:} ومدخولها صلة الموصول.

{فَلْيَتَّقُوا:} الفاء: حرف عطف. (ليتقوا): فعل مضارع مجزوم بلام الأمر، وعلامة جزمه حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق. {اللهَ:} منصوب على التعظيم، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محلّ لها أيضا، والتي بعدها معطوفة عليها، لا محلّ لها.

{إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً (١٠)}

الشرح: قال مقاتل بن حيّان: نزلت الآية الكريمة في رجل من غطفان، يقال له: مرثد بن زيد، ولي مال ابن أخيه، وهو يتيم صغير، فأكله، فأنزل الله فيه هذه الآية.

{إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً} يعني: سيأكلون يوم القيامة، فهو مجاز مرسل، وهو باعتبار ما يؤول إليه أمرهم، كقوله تعالى حكاية عن قول الرائي في منامه في سورة (يوسف) -على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام-: {إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً} أي: عنبا يؤول أمره إلى الخمر.

وعكسه باعتبار ما كان قوله تعالى: {وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ} فسمّاهم يتامى باعتبار ما كان؛ لأنّهم لا يعطون المال؛ وهم صغار يتامى.

وإنّما خصّ الأكل بالذكر، وإن كان المراد سائر أنواع الإتلافات، وجميع التصرّفات الرديئة المتعلقة؛ لأن الأكل معظم المقصود من المال. وذكر البطون مع أن الأكل لا يكون إلا فيها للتأكيد، والمبالغة، فهو كقولك: أبصرت بعيني، وسمعت بأذني، ومثله قوله تعالى: {ذلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْواهِكُمْ}.

<<  <  ج: ص:  >  >>