للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بما بعدهما. {يُرْجَعُونَ:} مضارع مبني للمجهول مرفوع.. إلخ، والواو نائب فاعله، والجملة الفعلية معطوفة على جملة: {نَرِثُ..}. إلخ فهي في محل رفع مثلها. وقيل: في محل نصب حال، ولا وجه له قطعا؛ لأن الجملة المضارعية، الواقعة حالا لا تقترن بالواو.

{وَاُذْكُرْ فِي الْكِتابِ إِبْراهِيمَ إِنَّهُ كانَ صِدِّيقاً نَبِيًّا (٤١)}

الشرح: {وَاذْكُرْ:} الخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم، {فِي الْكِتابِ} أي: في القرآن الكريم. {إِبْراهِيمَ:}

انظر نسبه، وأولاده، وقصته مع سارة، وهاجر في الآية رقم [٣٥] من السورة المسماة باسمه.

وانظر عمره وما جرى له مع الملكين اللذين بشراه بإسحاق في الآية رقم [٧١] وما بعدها من سورة (هود) عليه السّلام.

{صِدِّيقاً} أي: كثير الصدق، وهو مبالغة في كونه صديقا. وقيل: الصدّيق: كثير التصديق.

وقيل: من صدّق الله في وحدانيته، وصدّق أنبياءه ورسله فيما جاءوا به، وصدّق بالبعث بعد الموت، وقام بالأوامر، فعمل بها، وانتهى عن المناهي وابتعد عنها؛ فهو صدّيق، ولما قربت رتبة الصديق من رتبة النبي؛ انتقل من ذكر كونه صديقا إلى ذكر كونه نبيا، و (النبي) يقرأ بالهمز، وبدونه مأخوذ من النبأ، وهو الخبر. وقيل: بل هو مأخوذ من النّبوة، وهي الارتفاع؛ لأن رتبة النبي ارتفعت عن رتب سائر الخلق. هذا؛ والنبيّ: ذكر، حر من بني آدم، سليم عن منفر طبعا، أوحي إليه بشرع يعمل به، وإن لم يؤمر بتبليغه، وإن أمر بالتبليغ فهو رسول. هذا؛ ومعنى الآية:

اقرأ يا محمد على قومك، وعلى اليهود، والنصارى أيضا في القرآن أمر إبراهيم، وقصته مع أبيه، فقد عرفوا أنهم من ذريته؛ وأنه كان حنيفا مسلما، وما كان يتخذ من دون الله إلها؛ فهؤلاء لم يتخذون آلهة من دونه؟! وقد قال تعالى: {وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلاّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ} أي:

استمهنها، وأذلها، واستخف بها.

الإعراب: {وَاذْكُرْ:} الواو: حرف عطف يعطف قصة إبراهيم مع أبيه على قصة مريم مع ابنها. (اذكر): أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت». {فِي الْكِتابِ:} متعلقان بالفعل قبلهما.

{إِبْراهِيمَ:} مفعول به. {إِنَّهُ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمها. {كانَ:} ماض ناقص، واسمه يعود إلى {إِبْراهِيمَ}. {صِدِّيقاً:} خبر كان. {نَبِيًّا:} خبر ثان. وقيل: صفة، وليس بشيء، وجملة: {كانَ..}. إلخ في محل رفع خبر (إنّ)، والجملة الاسمية: {إِنَّهُ..}. إلخ تعليل للأمر، لا محل لها.

{إِذْ قالَ لِأَبِيهِ يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ وَلا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً (٤٢)}

الشرح: {إِذْ قالَ لِأَبِيهِ:} انظر الكلام على أبيه آزر في الآية رقم [٧٤] من سورة (الأنعام) تجد ما يسرك. {يا أَبَتِ:} انظر الكلام على هذا اللفظ في الآية رقم [٤] من سورة (يوسف) عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>