وعفو المال: ما يفضل عن النفقة، قال تعالى: {وَيَسْئَلُونَكَ ماذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} أي:
الفاضل عن الحاجة، والعافي: طالب المعروف، والإحسان. قال عروة بن الورد: [الطويل]
وإني امرؤ عافي إنائي شركة... وأنت امرؤ عافي إنائك واحد
وجمع العافي: عفاة. قال الأعشى: [المتقارب]
تطوف العفاة بأبوابه... كطوف النّصارى ببيت الوثن
الإعراب: {أَوْ:} حرف عطف. {يُوبِقْهُنَّ:} مضارع معطوف على جواب الشرط، والفاعل يعود إلى {اللهِ،} والهاء مفعول به، والنون حرف دال على جماعة الإناث. {بِما:} الباء:
حرف جر. (ما): مصدرية، تؤول مع الفعل بعدها بمصدر في محل جر بالباء، التقدير:
بكسبهم، والجار والمجرور متعلقان بما قبلهما. {وَيَعْفُ:} الواو: حرف عطف. (يعف):
معطوف على ما قبله، فهو مجزوم، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، وهو الواو، والضمة قبلها دليل عليها، والفاعل يعود إلى {اللهِ،} وعلى قراءته: (يعفو) فهو مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الواو، وانظر قراءة النصب في الشرح. {عَنْ كَثِيرٍ:} متعلقان بما قبلهما، وانظر ما ذكرته في الآية رقم [٣٠] فالكلام يشبه بعضه بعضا.
{وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِنا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (٣٥)}
الشرح: {وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ..}. إلخ: أي: يعلم الكفار الذين يجادلون في آيات القرآن، ويقولون: هو سحر، أو كهانة... إلخ إذا توسطوا البحر، وغشيتهم الرياح من كل مكان، أو بقيت السفن رواكد؛ علموا: أنّه لا ملجأ لهم سوى الله، ولا دافع لهم؛ إن أراد الله إهلاكهم، فيخلصون له العبادة. {مِنْ مَحِيصٍ:} من ملجأ، وهو مأخوذ من قولهم: حاص به البعير حيصة: إذا رمى به، ومنه قولهم: فلان يحيص عن الحق؛ أي: يميل عنه. انتهى. قرطبي. وقال الخازن وغيره: يعني يعلم الذين يكذبون بالقرآن إذا صاروا إلى الله تعالى ما لهم من مهرب من عذابه. انتهى.
الإعراب: {وَيَعْلَمَ:} الواو: حرف عطف. (يعلم): هذا الفعل يقرأ بالنصب، والجزم، والرفع، فالنصب على إضمار: «أن» بعد الواو، والجزم بالعطف على جواب الشرط، والرفع على الاستئناف؛ أي: على اعتبار الجملة الفعلية في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف، التقدير:
وهو يعلم، والجملة الاسمية هذه مستأنفة، لا محلّ لها من الإعراب، وما ذكرته في هذه الآية من وجوه الإعراب مقرّر في القواعد النحوية كما يلي: «إذا عطف مضارع بالواو، أو بالفاء على فعل الشرط، يجوز جزمه ونصبه، وإذا عطف على الجواب مضارع بالواو، أو بالفاء يجوز نصبه، وجزمه، ورفعه». قال ابن مالك-رحمه الله تعالى-في ألفيته: [الرجز]