للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا شهر الصّيام إليك وافى... فكل ما شئت ليلا أو نهارا

الإعراب: {قالَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى (نوح)، تقديره: «هو». {رَبِّ:} منادى حذف منه أداة النداء منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة للتخفيف، وانظر إعراب {يا قَوْمِ} في الآية رقم [٢] فهو مثله. {إِنِّي:} حرف مشبه بالفعل، وياء المتكلم في محل نصب اسمها. {دَعَوْتُ:} فعل، وفاعل، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (إنّ).

{قَوْمِي:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {لَيْلاً:} ظرف زمان متعلق بالفعل قبله. {وَنَهاراً:} معطوف عليه. {فَلَمْ:} الفاء: حرف عطف. (لم): حرف نفي وقلب وجزم. {يَزِدْهُمْ:} فعل مضارع مجزوم بلم، والهاء مفعول به أول. {دُعائِي:} فاعل مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم... إلخ. {إِلاّ:} حرف حصر. {فِراراً:} مفعول به ثان، وفي الأصل مستثنى ب‍: {إِلاّ،} والمفعول الأول محذوف، التقدير: فلم يزدهم دعائي شيئا إلا فرارا، والجملة الفعلية معطوفة على جملة: {دَعَوْتُ..}. إلخ فهي في محل رفع مثلها، والكلام:

{رَبِّ إِنِّي..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَ رَبِّ إِنِّي..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{وَإِنِّي كُلَّما دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ وَاِسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاِسْتَكْبَرُوا اِسْتِكْباراً (٧)}

الشرح: {وَإِنِّي كُلَّما دَعَوْتُهُمْ:} للإيمان بك. {لِتَغْفِرَ لَهُمْ} أي: ليتوبوا عن كفرهم، فتغفر لهم، فذكر المسبّب الذي هو حظهم خالصا، وهو المغفرة للذنوب، ورضاء علام الغيوب؛ ليفوزوا بجنات النعيم. {جَعَلُوا أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ} أي: سدوا آذانهم بأصابعهم؛ لئلا يسمعوا ما أدعوهم إليه. والمراد رؤوس الأصابع؛ لأن الأصابع لا توضع كاملة، فهو من إطلاق الكل وإرادة الجزء، وهذا يسمى المجاز المرسل في علم البيان، ومثله قوله تعالى في سورة (البقرة) رقم [١٩]: {يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ}. {وَاسْتَغْشَوْا ثِيابَهُمْ} أي: غطوا رؤوسهم بثيابهم، وسدوا آذانهم؛ لئلا يسمعوا ما أدعوهم إليه، أو لئلا يروني، والظاهر: أن ذلك حقيقة، فقد سدوا مسامعهم؛ حتى لا يسمعوا ما دعاهم إليه، وتغطوا بثيابهم؛ حتى لا ينظروا إليه، كراهة وبغضا من سماع النصح، ورؤية الناصح. ويجوز أن يكون ذلك كناية عن المبالغة في إعراضهم عما دعاهم إليه، فهم بمنزلة من سد سمعه، ومنع بصره. {وَأَصَرُّوا} أي:

استمروا على الكفر، والطغيان، والفساد. قال الزمخشري-رحمه الله تعالى-: الإصرار: من أصر الحمار على العانة، إذا أصر أذنيه، وأقبل عليها يكدمها، ويطردها. استعير للإقبال على المعاصي، والإكباب عليها. {وَاسْتَكْبَرُوا} أي: أعرضوا عن الإيمان، واستنكفوا عن اتباع الحق، والانقياد له، وذكر المصدر تأكيد ودلالة على فرط عنادهم، وعتوهم، واستكبارهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>