هو مفعول به ثان، وهو أقوى. {صَفْصَفاً:} حال ثانية، أو هو من تعدد المفعول الثاني: وهو الأقوى. {لا:} نافية. {تَرى:} مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر، والفاعل مستتر تقديره:«أنت». {فِيها:} متعلقان بما قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من عوجا كان صفة له... إلخ. {عِوَجاً:} مفعول به. {وَلا:} الواو: حرف عطف. (لا): زائدة لتأكيد النفي. {أَمْتاً:} معطوف على ما قبله، وجملة:{لا تَرى..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها، أو هي في محل نصب حال من الضمير المنصوب أيضا. تأمل، وتدبر.
الشرح:{يَوْمَئِذٍ} أي: يوم القيامة. {يَتَّبِعُونَ الدّاعِيَ} أي: صوت الداعي الذي يدعوهم إلى موقف يوم القيامة، وهو إسرافيل، عليه السّلام، وذلك: أنه يضع الصور في فيه، ويقف على صخرة بيت المقدس، ويقول: أيتها العظام البالية، والجلود المتمزقة، والشعور المتفرقة، والأوصال المتقطعة إن الله يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء. وهو فحوى قوله تعالى في سورة (ق): {وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ}. {لا عِوَجَ لَهُ} أي: لا معدل لهم عنه؛ أي: عن دعائه، فلا يزيغون، ولا ينحرفون، بل يسرعون إليه، ولا يحيدون عنه. {وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ} أي: ذلت، وسكنت، والمراد: أصحاب الأصوات، وإنما خشعت هيبة وإجلالا لأجل الرحمن، أو خوفا، وإذلالا. {فَلا تَسْمَعُ إِلاّ هَمْساً:} الهمس: الصوت الخفي. وقيل: هو صوت وقع الأقدام بعضها على بعض إلى الحشر، ومنه قول الراجز:[الرجز]
وهنّ يمشين بنا هميسا
وهمس الطعام: أي: مضغه؛ وفوه منضم. قال الراجز:[الرجز]
لقد رأيت عجبا مذ أمسا... عجائزا مثل السّعالي خمسا
يأكلن ما في رحلهنّ همسا... لا ترك الله لهنّ ضرسا
وهذا هو الشاهد رقم [٣٥٣] من كتابنا فتح رب البرية.
الإعراب:{يَوْمَئِذٍ:} بدل من {يَوْمَ الْقِيامَةِ} أو هو متعلق بالفعل بعده، وهو أقوى فيما يظهر. وانظر بقية الإعراب في الآية رقم [١٠٢]. {يَتَّبِعُونَ الدّاعِيَ:} مضارع، وفاعله، ومفعوله، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها على الوجهين المعتبرين في الظرف. {لا:} نافية للجنس تعمل عمل «إنّ». {عِوَجَ:} اسم لا مبني على الفتح في محل نصب. {لَهُ:} متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر {لا،} والجملة الاسمية: {لا عِوَجَ لَهُ} في محل نصب حال من {الدّاعِيَ} أو