للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جمع مؤنث سالم، ودرجات مضاف. و {مِنْ}: اسم موصول، أو نكرة موصوفة، مبنية على السكون في محل جر بالإضافة، والجملة بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: نرفع درجات الذي أو شخص نشاؤه، هذا؛ وعلى قراءة التنوين. ف‍ {مِنْ} هو المفعول به، ويكون {دَرَجاتٍ} منصوبا بنزع الخافض، التقدير: نرفع في درجات من نشاء رفعه، وجملة: {نَرْفَعُ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها، والجملة مذكورة بحروفها في الآية رقم [٨٣] من سورة (الأنعام). {وَفَوْقَ}: الواو: حرف استئناف. (فوق): ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر مقدم، و (فوق): مضاف، و {كُلِّ}: مضاف إليه، و {كُلِّ}: مضاف، و {ذِي}: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه من الأسماء الخمسة، و {ذِي}: مضاف، و {عِلْمٍ}: مضاف إليه. {عَلِيمٌ}: مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية مستأنفة لا لها.

{قالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّها يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِها لَهُمْ قالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكاناً وَاللهُ أَعْلَمُ بِما تَصِفُونَ (٧٧)}

الشرح: {قالُوا} أي: إخوة يوسف. {إِنْ يَسْرِقْ} أي: (بنيامين). فقد سرق أخ له من قبل:

يعنون يوسف عليه السّلام، واختلف في السرقة التي نسبت إليه على أقوال كثيرة: قال سعيد بن جبير رحمه الله تعالى: كان لأبي أمه صنم، فسرقه يوسف، وألقاه في الجيف، وقيل: سرق عناقا، أو دجاجة، وأعطاها لسائل، وقيل: أخذ من كنيسة تمثالا من ذهب، وقيل غير ذلك، والصحيح ما ذكره محمد بن إسحاق: أنه كان عند عمته بعد موت أمه راحيل، فحضنته وأحبته حبّا شديدا، فلما كبر أحبه أبوه، وطلبه من عمته، فقالت: لا أعطيكه، فألح عليها، فقالت: دعه عندي أياما أنظر إليه، لعل ذلك يسليني عنه، ففعل ذلك، فعمدت إلى منطقة كانت لأبيها إسحاق، وكانوا يتوارثونها بالكبر وكانت أكبر أولاد إسحاق، فكانت عندها؛ فشدت المنطقة على وسط يوسف تحت ثيابه، وهو صغير لا يشعر، ثم قالت: لقد فقدت منطقة إسحاق، ففتشوا أهل البيت، فوجدوها مع يوسف، فقالت: إنه ليسلم لي عاما، وذلك على الشريعة التي ذكرتها لك من أن السارق يسترق ويحبس عاما، فوافق يعقوب على إبقائه عندها حتى ماتت، فلذا عيره إخوته بالسرقة، قال ابن الأنباري: وليس في هذه الأفعال كلها ما يوجب السرقة، ولكنها تشبه السرقة، فعيروه بها عند الغضب. {فَأَسَرَّها يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِها لَهُمْ}. في مرجع الضمير ثلاثة أقوال: أحدها: أنه يعود للكلمة التي بعده، وهي {أَنْتُمْ شَرٌّ مَكاناً} والثاني: أنه يعود للكلمة التي قالوها في حقه، وعليه يكون المعنى: أسر يوسف جواب الكلمة التي قالوها في حقه، والثالث: أن الضمير يعود إلى الحجة، فيكون المعنى: فأسر يوسف عليه السّلام الاحتجاج عليهم في ادعائهم عليه السرقة، ولم يظهرها لهم. {قالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكاناً} أي: أنتم شر منزلة عند الله ممن رميتموه بالسرقة في

<<  <  ج: ص:  >  >>