للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومدخولها كلام مستأنف لا محل له، فإن الكلام شروع في حكاية ما سيصدر عنهم يوم القيامة من القول المناقض لما صدر عنهم في الدنيا. (قالوا): فعل وفاعل، والألف للتفريق، وانظر إعراب:

{آمَنُوا} في الآية رقم [٥/ ١] والجملة الفعلية مع مقولها معطوفة على جواب لو الذي رأيت تقديره، لا محل لها مثله. (يا): حرف تنبيه، وجوز اعتبارها أداة نداء، والمنادى محذوف، والأول أقوى، كما يفيده مغني اللبيب، انظر بحث (يا) في كتابنا: «فتح القريب المجيب». (ليتنا):

حرف مشبه بالفعل، ونا: ضمير متصل في محل نصب اسمها، {نُرَدُّ:} مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل تقديره: «نحن»، والمتعلق محذوف؛ إذ التقدير: نرد إلى الدنيا، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (ليت)، وجملة: {يا لَيْتَنا..}. إلخ في محل نصب مقول القول. {وَلا:} الواو: واو المعية، (لا): نافية. {نُكَذِّبَ:} مضارع منصوب بأن مضمرة بعد الواو، والفاعل مستتر تقديره:

«نحن». {بِآياتِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، و (آيات) مضاف، و (الله) مضاف إليه. و «أن» المضمرة والفعل: {نُكَذِّبَ} في تأويل مصدر في محل نصب معطوف على مصدر متصيد من الفعل السابق:

التقدير: نتمنى ردّا إلى الدنيا وعدم تكذيب. (نكون): مضارع ناقص منصوب بأن المضمرة، أو بسبب عطفه على ما قبله، واسمه مستتر تقديره: «نحن». {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ:} متعلقان بمحذوف خبر:

(نكون)، و «أن» المضمرة والفعل (نكون) في تأويل مصدر معطوف على المصدر السابق، هذا؛ وقد قرئ الفعلان بالرفع، وفيه وجهان: أحدهما: العطف على الفعل: {نُرَدُّ،} فيكونان داخلين في المتمنى، وهو ما رأيته في الشرح، والثاني: أن يكون كل منهما خبر مبتدأ محذوف، التقدير:

ونحن لا نكذب... إلخ، ونحن نكون... إلخ، والجملة الاسمية في محل نصب حال من نائب فاعل نرد، وجوز اعتبار الجملتين الاسميتين مستأنفتين، فلا تكونان داخلتين في المتمنى، هذا؛ وقد قرئ برفع الأول، ونصب الثاني، وبالعكس، والإعراب لا يتغير.

{بَلْ بَدا لَهُمْ ما كانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (٢٨)}

الشرح: {بَدا لَهُمْ ما كانُوا..}. إلخ: أي: ظهر لهم ما كانوا يخفون من نفاقهم وكفرهم وعنادهم، وقبائح أعمالهم، فتمنوا ما تقدم ذكره ضجرا لا عزما على أنهم لو رجعوا إلى الدنيا لآمنوا. {وَلَوْ رُدُّوا} أي: إلى الدنيا بعد ما ظهر لهم ما ظهر، وهذا على سبيل الفرض والتقدير؛ لأن الرجوع محال. {لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ} أي: من الكفر والمعاصي، وذلك للحكم الأزلي في حقهم: أنهم أصحاب النار. فالحمد لله على نعمة الإسلام والإيمان حيث شملتنا عناية الله ورحمته. {لَكاذِبُونَ} أي: فيما يقولونه، ويعدون به أنفسهم. وانظر التعبير بالماضي عن المستقبل في الآية رقم [٥/ ١١٦] (المائدة).

الإعراب: {بَلْ:} حرف إضراب. {بَدا:} ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر.

{لَهُمْ:} متعلقان به. {ما:} تحتمل الموصولة، والموصوفة، فهي مبنية على السكون في محل

<<  <  ج: ص:  >  >>