للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{يَحْسَبُهُمُ:} فعل مضارع، والهاء مفعول به. {الْجاهِلُ:} فاعله. {أَغْنِياءَ:} مفعول به ثان.

{مِنَ التَّعَفُّفِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، والجملة الفعلية قل فيها مثل سابقتها. {تَعْرِفُهُمْ:}

فعل مضارع، والفاعل تقديره: أنت، والهاء مفعول به. {بِسِيماهُمْ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وعلامة الجر كسرة مقدّرة على الألف للتعذّر، والهاء في محل جر بالإضافة.

وقل في الجملة مثل ما قبلها. {لا:} نافية. {يَسْئَلُونَ:} فعل مضارع، والواو فاعله، {النّاسَ:} مفعول به أول، والمفعول الثاني محذوف، التقدير: لا يسألون الناس شيئا، وقل في الجملة الفعلية مثل ما قبلها.

{إِلْحافاً:} فيه ثلاثة أوجه: مفعول مطلق لفعل محذوف، التقدير: يلحفون إلحافا، والجملة الفعلية هذه في محل نصب حال من واو الجماعة، ومفعول لأجله، أي لا يسألون الناس لأجل الإلحاف، وحال، تقديره: لا يسألون ملحفين. انتهى. نقلا من السمين. {وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ:} انظر إعرابه في الآية السابقة، مع ملاحظة: أنّ جواب الشرط محذوف، التقدير: فهو يجازيكم به، والجملة الشرطية بكاملها تحتمل العطف على ما في الآية السابقة، والاستئناف، والاعتراض في آخر الكلام الغرض منه الترغيب في الإنفاق، وخصوصا على المتعفّفين الذين لا يسألون الناس. {فَإِنَّ:} الفاء: حرف تعليل. (إنّ): حرف مشبه بالفعل.

{اللهِ:} اسمها. {بِهِ:} جار ومجرور متعلقان ب‍ {عَلِيمٌ} بعدهما. {عَلِيمٌ:} خبر (إنّ)، والجملة الاسمية تعليلية لا محل لها، وهذا أولى من اعتبارها جوابا للشرط المتقدّم.

{الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٢٧٤)}

الشرح: نزلت الآية الكريمة في أبي بكر الصديق-رضي الله عنه-حين تصدّق بأربعين ألف درهم: عشرة في الليل، وعشرة في النّهار، وعشرة بالسرّ، وعشرة بالعلانية، وقيل: نزلت في عليّ كرم الله وجهه تصدق بأربعة دراهم، ولم يكن يملك غيرها، تصدّق بدرهم ليلا، وبدرهم نهارا، وبدرهم سرّا، وبدرهم جهرا، وكون ما ذكر سببا لنزولها لا يقتضي خصوص الحكم به، بل العبرة بعموم اللفظ، لا بخصوص السبب، وهذا يقال في كلّ الآيات القرآنية، التي نزلت بسبب ما.

وروي عن ابن عباس-رضي الله عنهما-: أنّها نزلت في علف الخيل المربوطة في سبيل الله، وروي أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «هم أصحاب الخيل»، وقد ذكر الله ذلك صراحة في قوله:

{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ} الآية رقم [٦٠] من سورة (الأنفال) انظر شرحها هناك تجد ما يسرك ويثلج صدرك، {فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ..}. إلخ: انظر الآية رقم [٢٦٢] ففيها الكفاية.

<<  <  ج: ص:  >  >>