للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«لأن يأخذ أحدكم أحبله، فيأتي بحزمة من حطب على ظهره، فيبيعها، فيكفّ بها وجهه خير له من أن يسأل النّاس، أعطوه، أم منعوه» رواه البخاريّ، وغير ذلك كثير، وخذ ما يلي:

عن الأصمعي-رحمه الله تعالى-قال: مررت في بعض سكك الكوفة، فإذا برجل قد خرج من حشّ، على كتفه جرّة، وهو يقول: [الطويل]

وأكرم نفسي إنّني إن أهنتها... وحقّك لم تكرم على أحد بعدي

[الوافر]

لنقل الصّخر من قلل الجبال... أحبّ إليّ من منن الرّجال

يقول النّاس: كسب فيه عار... وكلّ العار في ذلّ السّؤال

فقلت له: إكرامها بمثل هذا؟! قال: نعم، واشفني عن سؤلي، فقلت: إذا سألته، ثم قال:

صنع الله بك، وترك، فقلت: قد عرفني، فأسرعت فصاح بي وأنشد: [الطويل]

وأكرم نفسي إنّني إن أهنتها... وجدّك لم تكرم على أحد بعدي

بقي أن تعرف: لو أعطي الإنسان شيئا لم يسأله ماذا يفعل؟ فخذ الجواب مما يلي:

فعن أبي هريرة-رضي الله عنه-عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: «من آتاه الله شيئا من هذا المال من غير أن يسأله، فليقبله فإنما هو رزق ساقه الله إليه». ورواته محتج بهم في الصحيح.

وعن عابد بن عمرو-رضي الله عنه-عن النبي صلّى الله عليه وسلّم، قال: «من عرض له من هذا الرّزق شيء من غير مسألة، ولا إشراف نفس، فليتوسّع به في رزقه، فإن كان غنيّا، فليوجّهه إلى من هو أحوج إليه منه». رواه أحمد، والطبراني، والله أعلم، وأجلّ، وأكرم.

الإعراب: {لِلْفُقَراءِ:} متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر لمبتدإ محذوف، التقدير:

الصدقات للفقراء، أو هما متعلقان بفعل محذوف، التقدير: أدوا زكاة أموالكم للفقراء، وقيل:

متعلقان بقوله: {وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ} في الآية السابقة. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل جر صفة (الفقراء) أو بدل منه، ويجوز اعتباره مفعولا به لفعل محذوف، التقدير:

أعني الذين، كما يجوز اعتباره خبرا لمبتدإ محذوف، التقدير: هم الذين، وهذان الاعتباران على القطع. {أُحْصِرُوا:} فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم، والواو نائب فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها. {فِي سَبِيلِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من واو الجماعة، التقدير: مجاهدين في سبيل، و {سَبِيلِ:} مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه. {لا:} نافية. {يَسْتَطِيعُونَ:} فعل مضارع مرفوع، والواو فاعله، {ضَرْباً:} مفعول به. {فِي الْأَرْضِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، والجملة الفعلية في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط: الضمير فقط، وقيل: مستأنفة وهو ضعيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>