إِلَيْهِ صلة (ما) أو صفتها، والعائد، أو الرابط: الضمير المجرور محلا ب: (إلى)، والجملة الاسمية:{وَإِنّا لَفِي..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، فهي مثلها في محل نصب مقول القول.
الشرح:{قالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللهِ شَكٌّ} أي: هل تشكون في الله؟ وهو لا يحتمل الشك لكثرة الأدلة. {فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ} أي: خالقهما ومخترعهما، ومنشئهما، وموجدهما بعد العدم لينبه على قدرته فلا تجوز العبادة إلا له. {يَدْعُوكُمْ} أي: إلى عبادته وطاعته، والإيمان بالرسل، والكتب، والملائكة، واليوم الآخر وغير ذلك. {لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ} أي:
يدعوكم لما ذكر ليغفر لكم ذنوبكم، إن آمنتم وصدقتم. {وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى} أي: إلى حين انقضاء آجالكم، فلا يعاجلكم بالعقوبة.
{قالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلاّ بَشَرٌ مِثْلُنا} أي: لستم إلا مثلنا في الهيئة والصورة، تأكلون مما نأكل، وتشربون مما نشرب، ولستم ملائكة، فلا فضل لكم علينا، فلم تخصون بالنبوة دوننا؟ ولو شاء الله أن يبعث إلى البشر رسلا لبعث من جنس أفضل. {تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونا:} تمنعونا. {عَمّا كانَ يَعْبُدُ آباؤُنا} أي: من الحجارة، والأوثان. {فَأْتُونا بِسُلْطانٍ مُبِينٍ} أي: بحجة واضحة على صحة دعواكم، وهذا جدال ومحال منهم، فإن الرسل ما دعوهم إلى الإيمان إلا وقد أيدهم الله بالمعجزات، ولكنهم لم يعتبروا ما جاءوا به من البينات الواضحة، والحجج الدامغة، واقترحوا عليهم آيات أخرى تعنتا، ولجاجا.
الإعراب:{قالَتْ:} ماض، والتاء للتأنيث حرف لا محل له، وحذف متعلقه اكتفاء بذكره في الآية التالية. {رُسُلُهُمْ:} فاعل، والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {أَفِي} الهمزة: حرف استفهام إنكاري توبيخي. {(فِي اللهِ):} متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {شَكٌّ:} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول. هذا؛ ويجوز اعتبار {شَكٌّ} فاعلا بالجار والمجرور لاعتمادهما على الاستفهام، وفي الحقيقة هو نائب فاعل بفعل محذوف، التقدير: أيوجد في الله شك، أو هو فاعل، التقدير: أيثبت في الله شك، وعليه فالجملة فعلية، وهي في محل نصب مقول القول. {فاطِرِ:} بدل من لفظ الجلالة، أو صفة له، وهو مضاف، و {السَّماواتِ:} مضاف إليه من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {وَالْأَرْضِ:} معطوف على ما قبله، {يَدْعُوكُمْ:} مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة