للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا. {عَلَيْهِمْ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، ومضمون الجملة الاسمية: {إِلاَّ الَّذِينَ..}. إلخ في محل نصب على الاستثناء من الكلام السابق، واعتبار المفرد: {الَّذِينَ} مستثنى من الكلام السابق يجعل الجملة الاسمية: (أولئك...) إلخ غير مرتبطة بما قبلها إعرابا مع كونها مرتبطة بها معنى. {وَأَنَا:}

الواو: حرف عطف. ({أَنَا}): ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {التَّوّابُ الرَّحِيمُ} خبران للمبتدإ، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، أو هي في محل نصب حال من فاعل: {أَتُوبُ} المستتر، والرابط: الواو، والضمير، أو هي معترضة في آخر الكلام، وهو ما يسمّى بالاعتراض التذييلي، والغاية منه تحقيق مضمون ما قبله من قبول التوبة للتائبين.

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفّارٌ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنّاسِ أَجْمَعِينَ (١٦١)}

{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفّارٌ:} أي: كفروا، واستمرّوا على الكفر؛ حتى داهمهم الموت، وهم على تلك الحالة. {أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ..}. إلخ، أي: يلعنهم الله، وملائكته، وأهل الأرض جميعا؛ حتّى الكفار، فإنّهم يوم القيامة يلعن بعضهم بعضا، هذا بالإضافة لما تقدم أذكر: أنه اختلف في لعن المسلم العاصي المعيّن، فذكر ابن العربي: أن لعن العاصي المعين لا يجوز اتّفاقا؛ لما روي عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: أنه أتي بشارب خمر مرارا، فقال بعض من حضره: لعنه الله ما أكثر ما يؤتى به! فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «لا تكونوا عون الشّيطان على أخيكم».

أخرجه الشّيخان، فجعل له حرمة الأخوّة، وهذا يوجب الشفقة، وأجاز بعضهم لعنه. وإنّما قال عليه الصلاة والسّلام ما تقدّم في حقّ الصحابي نعيمان بن عمرو بن رفاعة، شهد العقبة، وبدرا، والمشاهد كلّها، وكان كثير المزاح، يضحك النبي صلّى الله عليه وسلّم من مزاحه، وقال ذلك الرسول المعظم بعد إقامة الحد على نعيمان المذكور، ومن أقيم عليه حدّ الله تعالى؛ فلا ينبغي لعنه، ومن لم يقم عليه الحدّ؛ فلعنته جائزة، سواء سمّي أم لا؟ لأنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم لا يلعن إلا من تجب عليه اللعنة ما دام على تلك الحالة الموجبة للّعن، فإذا تاب منها، وأقلع عنها، وطهّره الحد؛ فلا لعنة تتوجّه عليه. انتهى من القرطبي بتصرف منّي. وعليه فيجوز لعن فاسق بعينه؛ لأنّ الحدود غير مقامة على أصحاب الكبائر، وهم يسرحون، ويمرحون بدون خجل، أو ارعواء.

الإعراب: {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {الَّذِينَ:} اسمها، وجملة: {كَفَرُوا} مع المتعلق المحذوف صلة الموصول لا محل لها، والجملة بعدها {وَماتُوا} معطوفة عليها. {وَهُمْ:} الواو: واو الحال. ({هُمْ}): ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {كُفّارٌ:} خبر ({هُمْ}) والجملة الاسمية في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط: الواو، الضمير. {أُولئِكَ:} مبتدأ،

<<  <  ج: ص:  >  >>