للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم ما يكتسبه العبد فهو مخلوق لله تعالى، وانظر أعمار الأسرة الكريمة في الآية رقم [٧١] من سورة (هود) على نبينا، وعليه، وعليهم جميعا ألف ألف صلاة، وألف ألف سلام، ولا تنس: أن يعقوب ولد في حياة إبراهيم، وهو ما أفادته الآية رقم [٧١] من سورة (هود).

الإعراب: (وهبنا): فعل، وفاعل. {لَهُ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {إِسْحاقَ:} مفعول به.

{وَيَعْقُوبَ:} معطوف على ما قبله. {نافِلَةً:} حال من (يعقوب)، وجملة {وَوَهَبْنا..}. إلخ معطوفة على ما قبلها لا محل لها أيضا. {وَكُلاًّ:} الواو: حرف عطف. (كلا): مفعول به أول مقدم. {جَعَلْنا:} فعل، وفاعل. {صالِحِينَ:} مفعول به ثان منصوب... إلخ، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها أيضا.

{وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَإِقامَ الصَّلاةِ وَإِيتاءَ الزَّكاةِ وَكانُوا لَنا عابِدِينَ (٧٣)}

الشرح: {وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً:} أي: رؤساء يقتدى بهم في الخيرات، وأعمال الطاعات. هذا؛ و {أَئِمَّةً} جمع: إمام، سمي بذلك؛ لأنه يؤتم به في الأفعال، فهنيئا لمن كان إماما في الخير، وويل لمن كان إماما في الشر! قال تعالى في حق فرعون، وأشياعه: {وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النّارِ} الآية رقم [٤١] من سورة (القصص) هذا؛ ويقال: أئمّة، وأيمّة. والثاني جائز عربية لا قراءة، وشرحه: أن أصله (أأممة) ولكن لما اجتمع المثلان، وهما الميمان، أدغمت الأولى في الثانية، ونقلت حركتها إلى الهمزة الثانية. فصار: «أئمة» بهمزتين، فأبدل من الهمزة المكسورة ياء كراهة اجتماع الهمزتين. {يَهْدُونَ بِأَمْرِنا:} يدعون الناس إلى التوحيد، وعبادة الإله الحميد المجيد بما أنزلنا عليهم من الوحي المتضمن للأمر، والنهي. {وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ:} هي جميع الأعمال الصالحة بأن يفعلوها، ويحثوا الناس على فعلها. وانظر (الخير) في الآية رقم [٢٤] من سورة (القصص). {وَإِقامَ الصَّلاةِ:} فعل الصلاة على الوجه الأكمل، وانظر الآية رقم [٣١] من سورة (مريم) عليهاالسّلام تجد شرح الصلاة، والزكاة. {وَكانُوا لَنا عابِدِينَ:} موحدين مخلصين في العبادة، ولذلك قدم الجار والمجرور، وانظر العبادة في الآية رقم [٦٦].

هذا؛ وخص الله (الصلاة) و (الزكاة) بالذكر؛ لأن الصلاة أفضل العبادات البدنية، وشرعت لذكر الله، والزكاة أفضل العبادات المالية، ومجموعهما التعظيم لأمر الله، والشفقة على خلق الله. هذا؛ و (إقام) أصله: إقامة، فالتاء عوض عن ألف الإفعال، وهذا يخضع لقاعدة، وهي: إذا كانت عين الفعل ألفا تحذف منه ألف الإفعال، والاستفعال، ويعوض عنها تاء في الآخر، كأقام إقامة، واستقام استقامة؛ إذ الأصل إقوام، واستقوام، فاجتمع حرف صحيح ساكن، وحرف علة متحرك، والحرف الصحيح أولى بالحركة من حرف العلة، فنقلت حركة

<<  <  ج: ص:  >  >>