للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا ما الغانيات برزن يوما... وزجّجن الحواجب والعيونا

هذا؛ وفي سورة (الروم) رقم [٩]: {وَأَثارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوها أَكْثَرَ مِمّا عَمَرُوها}. {فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ} أي: أهلكهم الله إهلاكا فظيعا بسبب كفرهم، ومخالفة أوامر ربهم، وإجرامهم.

{وَما كانَ لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ واقٍ:} وما كان لهم أحد يدفع عنهم عذاب الله، ولا يقيهم من عقابه، وانتقامه، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {أَوَلَمْ:} الهمزة: حرف استفهام توبيخي إنكاري. الواو: حرف استئناف، أو هي حرف عطف على محذوف مقدر. (لم): حرف نفي، وقلب، وجزم. {يَسِيرُوا:} فعل مضارع مجزوم ب‍: (لم) وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل، والألف للتفريق. {فِي الْأَرْضِ:} متعلقان بما قبلهما، والجملة الفعلية مستأنفة، أو هي معطوفة على جملة محذوفة مقدرة قبلها يقتضيها المقام؛ أي: أقعدوا في أماكنهم، ولم يسيروا؟! لا محل لها على الاعتبارين. {فَيَنْظُرُوا:} فعل مضارع مجزوم على اعتبار الفاء عاطفة، أو منصوب على إضمار: «أن» على اعتبار الفاء للسببية، وعلامة جزمه، أو نصبه حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، وعلى اعتبار الفعل منصوبا يؤول مع «أن» المضمرة الناصبة له بمصدر معطوف بالفاء على مصدر متصيد من الفعل السابق، ويكون التقدير:

فهلا حصل منهم سير في الأرض، فنظر في عاقبة الذين من قبلهم؟!. هذا؛ ومثل هذه الآية في جواز اعتبار الفعل مجزوما، أو منصوبا بعد الفاء قول زهير بن أبي سلمى المزني، وهو الشاهد رقم [١٦٧] من كتابنا: «فتح رب البرية»: [الطويل]

ومن لا يقدّم رجله مطمئنّة... فيثبتها في مستوى الأرض يزلق

{كَيْفَ:} اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب خبر {كانَ} تقدم عليها، وعلى اسمها، وهو معلق للفعل قبله عن العمل لفظا. {كانَ:} فعل ماض ناقص. {عاقِبَةُ} اسمها، و {عاقِبَةُ} مضاف، و {الَّذِينَ} اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بالإضافة. {كانُوا:} فعل ماض ناقص، والواو اسمه. {مِنْ قَبْلِهِمْ:} متعلقان بمحذوف خبر (كان)، والهاء في محل جر بالإضافة.

وجملة: {كانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ} صلة الموصول لا محل لها. هذا؛ وإن اعتبرت (كان) تامة فالمعنى لا يأباه، ويكون {عاقِبَةُ} فاعلها، و {كَيْفَ} في محل نصب حال من: {عاقِبَةُ،} والعامل: {كانَ} وهي بمعنى: حدث، وعلى الاعتبارين: فالجملة الفعلية في محل نصب سدت مسد مفعول الفعل قبلها. هذا؛ وأجاز مكي الوجهين في (كانوا) في الجملتين التاليتين. ولا وجه له.

{كانُوا:} فعل ماض ناقص مبني على الضم، والواو اسمه، والألف للتفريق. {قَبْلِهِمْ:}

ضمير فصل لا محل له. {أَشَدَّ:} خبر (كان)، وضمير الفصل لا يقع إلا بين معرفتين، وهنا وقع بين معرفة، ونكرة، والذي سوغ ذلك كون النكرة هنا مشابهة للمعرفة من حيث امتناع

<<  <  ج: ص:  >  >>