للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعطاء. {اللهِ وَرَسُولِهِ}: انظر الآية رقم [١] (الأنفال). {النّاسِ}: انظر الآية رقم [٨٢] (الأعراف). {يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ}: يوم عيد الأضحى؛ لأن فيه تمام الحج ومعظم أفعاله أو المراد به يوم عرفة؛ لأن الوقوف فيها أهم أركان الحج وأفعاله، ووصف الحج بالأكبر؛ لأن العمرة تسمى الحج الأصغر، أو لأن ذلك الحج اجتمع فيه المسلمون والمشركون، ووافق عيده عيد أهل الكتاب، أو لأنه ظهر فيه عزّ المسلمين، وذلّ المشركين كما رأيت في الآية السابقة.

{بَرِيءٌ}: انظر شرح براءة في الآية رقم [١]. {الْمُشْرِكِينَ} أي: الذين اتخذوا معه إلها آخر من حجر، أو شخص، أو حيوان، وغير ذلك.

{وَرَسُولِهِ} أي: هو بريء أيضا من المشركين، وعهودهم. {فَإِنْ تُبْتُمْ} من الكفر، والغدر، {فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} أي: فالتوبة خير لكم، وانظر شرح {خَيْرٌ} في الآية رقم [١٢] من سورة (الأعراف). {وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ}: عن التوبة من الكفر، وأعرضتم عن الإيمان بالله ورسوله. {فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ..}. إلخ: انظر الآية رقم [٢]. {وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا..}. إلخ: أصل البشارة أن تكون بما يسر المخبر به، وقد تستعمل بالشر وبما يسوء على سبيل التهكم والاستهزاء، وهو ما في الآية الكريمة، ومثلها كثير. وانظر ما ذكرته في الآية رقم [٥٨] من سورة (النحل)، إن أردت الزيادة، وانظر {كَفَرُوا} في الآية رقم [٦٦] (الأعراف). وفي الكلام التفات كما ترى.

الإعراب: {وَأَذانٌ}: الواو: حرف عطف. (أذان): خبر لمبتدإ محذوف، التقدير: هذا أذان: أو قل: الآيات الآتي ذكرها (أذان). {مِنَ اللهِ}: متعلقان بمحذوف صفة: (أذان)، أو هما متعلقان به؛ لأنه مصدر. و {وَرَسُولِهِ}: معطوف على ما قبله، والهاء: في محل جر بالإضافة. {إِلَى النّاسِ}: متعلقان بما تعلق به ما قبلهما. {يَوْمَ}: ظرف زمان متعلق بما تعلق به الجار والمجرور قبله، و {يَوْمَ}: مضاف، و {الْحَجِّ}: مضاف إليه. {الْأَكْبَرِ}: صفة {الْحَجِّ،} هذا؛ وقيل: إن يوم متعلق بصفة: (أذان) المحذوفة، ولا يحسن أن يتعلق ب‍ (أذان)؛ لأنه وصف، فخرج عن حكم الفعل، وقيل: متعلق ب‍ {مُخْزِي،} وفيه بعد، هذا؛ ويجوز اعتبار (أذان) مبتدأ، و {إِلَى النّاسِ} متعلقان بمحذوف خبره، و {يَوْمَ} متعلق بالخبر المحذوف أيضا، وعلى الاعتبارين في (أذان) فالجملة الاسمية معطوفة على قوله {بَراءَةٌ مِنَ اللهِ..}. إلخ لا محل لها، الأولى بالابتداء، والثانية بالاتباع، هذا؛ والمصدر المؤول من {أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} في محل جر بحرف جر محذوف مقدر بالباء، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة: (أذان) على الوجه الأول فيه، ومتعلقان بمحذوف خبره على الوجه الثاني فيه، وينبغي أن تلاحظ: أن الصفة قد تعددت وهي شبه جملة على الوجه الأول، وأن الخبر قد تعدد، وهو شبه جملة على الوجه الثاني، هذا؛ وقرئ بكسر همزة: «(إنّ)»، فتكون الجملة تعليلا لما تقدم أو مستأنفة لا محل لها على الوجهين.

<<  <  ج: ص:  >  >>