للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا؛ وشروط سجود التلاوة هي شروط الصلاة، وتزيد عند الشافعي بأنها تحتاج إلى نية كنية الصلاة، وسلام كسلام الصلاة. وهي فورية عند الشافعي، وعلى التراخي عند أبي حنيفة، لذا إذا كان القارئ، أو السامع لا يستطيع السجود لعدم طهارته، أو لعدم قدرته على السجود لمانع يمنعه منه؛ يكفيه أن يقول: (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله والله أكبر) أربع مرات. وهذا عند الشافعي، وأما عند أبي حنيفة، فيقضيها بعد التمكن من فعلها؛ ولو بعد أيام، وإذا كانت في الصلاة، فلا تؤدى إلا بالسجود لها عند الشافعي، وعند أبي حنيفة تؤدى بركوع الصلاة إذا نواها معه. والله أعلم.

الإعراب: {فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ:} انظر الآية رقم [١٥] من سورة (التكوير). {وَاللَّيْلِ:} الواو:

حرف عطف. (الليل): معطوف على الشفق. {وَما:} الواو: حرف عطف. (ما): تحتمل الموصولة، والموصوفة والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل جر معطوفة على (الليل) و (الشفق)، فهي من جملة المقسم به. {وَسَقَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى (الليل)، والجملة الفعلية صلة (ما)، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: والذي، أو شيء وسقه، وعلى اعتبار (ما) مصدرية تؤول مع الفعل بمصدر في محل جر معطوف على (الشفق) و (الليل)، التقدير: ووسقه. {وَالْقَمَرِ:} الواو: حرف عطف. (القمر): معطوف على ما قبله فهو من جملة المقسم به. {إِذَا:} ظرف زمان مجرد من الشرطية مبني على السكون في محل نصب، وفي عامله أوجه: وعلى كل واحد منها إشكال: أحد الأوجه: أنه متعلق بفعل القسم المحذوف، التقدير: أقسم بالقمر وقت اتساقه. قاله أبو البقاء، وغيره. وهو مشكل، فإن فعل القسم إنشاء، والإنشاء حال، و (إذا) لما يستقبل من الزمان؛ فكيف يتلاقيان؟ الثاني: أن العامل فيه مقدر على أنه حال من القمر؛ أي: أقسم به حال كونه مستقرا في زمان اتساقه، وهو مشكل من وجهين: أحدهما: أن القمر جثة، والزمان لا يكون حالا من الجثة، كما لا يكون خبرا عنها، والثاني: أن (إذا) للمستقبل؛ فكيف يكون حالا؟! وقد أجيب عن الأول بأن المراد بالقمر لازم معناه، وهو المضيء. وأجيب عن الثاني بأنها حال مقدرة. الثالث: أن العامل في الظرف نفس القمر. قاله أبو البقاء أيضا، وفيه نظر؛ لأن القمر لا يعمل في الظرف؛ لأنه اسم جامد.

وقد يقال: إن القمر يوصف، والتقدير: والقمر المضيء في وقت اتساقه. انتهى. جمل من سورة (النجم). {اِتَّسَقَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى (القمر)، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {إِذَا} إليها.

{لَتَرْكَبُنَّ:} اللام: واقعة في جواب القسم. (تركبنّ): فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه النون المحذوفة لتوالي الأمثال، وواو الجماعة المحذوف المدلول عليها بالضمة فاعله. هذا؛ ويقرأ بكسر الباء، فيكون الفاعل ياء المؤنثة المحذوفة لالتقاء الساكنين المدلول عليها بالكسرة،

<<  <  ج: ص:  >  >>