للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلاة صبح يوم الجمعة، ثم صبح كل يوم، ثم صلاة عشاء كل يوم، ثم صلاة العصر، ثم صلاة الظهر، ثم صلاة المغرب، وكلما بعد بيت المصلي عن المسجد كان أعظم أجرا، وذلك لزيادة الأجر، المترتب على كثرة الخطى.

فعن بريدة-رضي الله عنه-عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «بشّر المشّائين في الظّلم إلى المساجد بالنور التّامّ يوم القيامة». رواه أبو داود، والترمذي، وعن أبي هريرة-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «المشّاؤون إلى المساجد في الظّلم؛ أولئك الخوّاضون في رحمة الله تعالى».

رواه ابن ماجه، والترمذي.

وعن عثمان بن عفان-رضي الله عنه-قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «من صلّى العشاء في جماعة فكأنّما قام نصف اللّيل، ومن صلّى الصّبح في جماعة فكأنّما صلّى الليل كلّه». رواه مسلم، ومالك، وأبو داود وهذا في ترغيب الصلاة في الجماعة ووعد الخير فيها، وعلى أدائها.

أما في التحذير من تركها، والوعيد في إهمالها-وعلى الأخص: صلاة الفجر، وصلاة العشاء-فخذ ما يلي: عن أبي هريرة-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء، وصلاة الفجر، (أي في الجماعة) ولو يعلمون ما فيهما (أي: من الأجر والثواب) لأتوهما، ولو حبوا. ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثمّ آمر رجلا، فيصلّي بالناس، ثمّ أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب، إلى قوم لا يشهدون الصلاة، فأحرّق عليهم بيوتهم بالنّار». رواه البخاري، ومسلم.

وعن معاذ بن أنس-رضي الله عنه-، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أنه قال: «الجفاء كلّ الجفاء، والكفر والنّفاق، من سمع منادي الله ينادي إلى الصّلاة؛ فلا يجيبه». رواه أحمد، والطبراني، وفي رواية أخرى للطبراني: «بحسب المؤمن من الشّقاء والخيبة أن يسمع المؤذّن يثوّب بالصّلاة فلا يجيبه». والمراد بالتثويب هنا: إقامة الصلاة، أو: الأذان مطلقا.

وخذ ما يلي عن أنس بن مالك-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من صلّى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى (أي: مع الإمام) كتبت له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق». رواه الترمذي. ومما يحزّ في القلب وتدمع له العين أن نرى من يصلي جماعة أربعين سنة لا تفوته التكبيرة الأولى مع الإمام، بل ويأتي إلى المسجد قبل الفجر بساعة، أو أكثر، يقوم، ويقعد يصلي، ولكنه مع الأسف معرضا عن الحق مؤيدا للباطل! وقد رأيت من يعتدي على كرامة الناس، وحرماتهم، وينفعل، ويثور، ويغضب لأقل شيء، فهؤلاء أقل ما أقول في شأنهم: إن صلاتهم لا ترفع فوق رؤوسهم شبرا، ولا صلاة لهم؛ لأن من شأن الصلاة أن تنهي صاحبها عن الفحشاء، والمنكر مصداقا لقوله تعالى: {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ}. وقال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: «من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر؛ لم يزدد من الله إلاّ

<<  <  ج: ص:  >  >>