للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سلام. وقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «يقول الله تبارك وتعالى: أعددت لعبادي الصالحين مالا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر» وغير ذلك من المواعيد الكريمة. انتهى. جمل.

خرج الحديث في الصحيح من حديث سهل بن سعد الساعدي-رضي الله عنه-. وهو ما في القرطبي، وأسنده الخازن إلى أبي هريرة-رضي الله عنه-.

{وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ:} بغير تقدير، فيوسع في الدنيا، استدراجا تارة، وابتلاء أخرى، وإكراما ثالثة؛ لقوله تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} سورة (الطلاق) رقم [٢ و ٣] هذا؛ وأما في الآخرة فرزقه جلت قدرته للمؤمنين واسع، لا يضبطه عد، ولا يحصره كيل، ولا وزن، بخلاف رزق الدنيا فإنه مضبوط محصور. وقول القرطبي:

أي: من غير أن يحاسب على ما أعطاه. لا وجه له؛ إذ ما ذكره خصوصية لسليمان بن داود عليهما السّلام؛ حيث قال الله له: {هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ}. سورة (ص) رقم [٣٩].

خاتمة: الآيات الثلاث تثني على عباد الله المؤمنين الذين يألفون المساجد، ويتأدبون بآدابها، وبالإضافة لما ذكرته في الآيتين السابقتين أذكر لك نبذة من أحاديث سيد الخلق وحبيب الحق صلّى الله عليه وسلّم في فضل صلاة الجماعة، والمحافظة عليها، وما يترتب على تركها، وإهمالها من الوعيد الشديد.

فعن أبي سعيد الخدري-رضي الله عنه-، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد؛ فاشهدوا له بالإيمان، قال الله عز وجل: {إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ»}. رواه الترمذي، وابن ماجه، وابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم. وعنه أيضا: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: «من ألف المسجد ألفه الله». رواه الطبراني في الأوسط. وعن أبي الدرداء -رضي الله عنه-قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «المسجد بيت كلّ تقيّ، وتكفّل الله لمن كان المسجد بيته بالرّوح، والرّحمة، والجواز على الصّراط إلى رضوان الله إلى الجنّة». رواه الطبراني في الكبير، والأوسط، والبزار. وعن سلمان الفارسي-رضي الله عنه-: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم، قال: «من توضّأ في بيته، فأحسن الوضوء ثمّ أتى المسجد، فهو زائر الله، وحقّ على المزور أن يكرم الزّائر». رواه الطبراني في الكبير، والبيهقي. وعن أبي هريرة-رضي الله عنه-: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «من غدا إلى المسجد، أو راح، أعدّ الله له في الجنة نزلا كلّما غدا، أو راح». رواه البخاري، ومسلم، وغيرهما، وعنه أيضا قال، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا يتوضّأ أحدكم، فيحسن وضوءه، فيسبغه، ثمّ يأتي المسجد، لا يريد إلاّ الصلاة؛ إلاّ تبشّش الله إليه، كما يتبشّش أهل الغائب بطلعته». رواه ابن خزيمة في صحيحه.

هذا؛ وصلاة الجماعة تضعف على صلاة الرجل في بيته وفي سوقه سبعا وعشرين درجة؛ ومع ذلك فليست الأوقات الخمسة في درجة واحدة من الفضل، فأفضل صلاة في الجماعة، هي

<<  <  ج: ص:  >  >>