نوره في الليلة الرابعة عشرة، ثم يشرع في النقص إلى آخر الشهر حتى يصير كالعرجون القديم. انتهى.
تنبيه: قال الله تعالى في الآية رقم [٥] من سورة (يونس) على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام:{هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ} وقال تبارك وتعالى في الآية رقم [١٢] من سورة (الإسراء): {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْناهُ تَفْصِيلاً}. وقال جل شأنه في الآية رقم [١٨٩] من سورة (البقرة): {يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنّاسِ وَالْحَجِّ..}. إلخ انظر شرح هذه الآيات في محالّها تجد: أن العبادات الإسلامية والمعاملات كلها مرتبط بحركة القمر الدورانية، لا دخل للعبد في صنع شيء من ذلك.
فالحمد لله على ما أنعم، وأعطى. وتكرم!
بقي أن تعرف منازل القمر الثمانية والعشرين بأسمائها، وهي مواقع النجوم؛ التي نسبت إليها العرب الأنواء الماطرة، وهي:(الشّرطان، البطين، الثّريّا، الدّبران، الهقعة، الهنعة، الذّراع، النّثرة، الطّرف، الجبهة، الخراتان، الصّرفة، العوّاء، السّماك، الغفر، الزّبانيان، الإكليل، القلب، الشولة، النّعائم، البلدة، سعد الذابح، سعد بلغ، سعد السعود، سعد الأخبية، الفرغ المقدّم، الفرغ المؤخّر، بطن الحوت)، فإذا صار القمر في آخرها؛ عاد إلى أولها، وهذه المنازل منقسمة على البروج، لكل برج منزلان، وثلث، انظر الآية رقم [٦١] من سورة (الفرقان) لمعرفة هذه البروج.
الإعراب:{وَالْقَمَرَ:} يقرأ بالرفع، فتجري فيه الاعتبارات التي ذكرتها في قوله:
{وَالشَّمْسُ} ويقرأ بالنصب وهي قراءة الكوفيين، وبها قرأ حفص، وهو اختيار أبي عبيد، واختار الفراء الرفع، فعلى النصب فهو مفعول به لفعل محذوف، يفسره المذكور بعده. {قَدَّرْناهُ:}
فعل، وفاعل، والهاء مفعول به، أو مجرورة بحرف جر، كما رأيت في الشرح. {مَنازِلَ:} فيه أوجه: أحدها: أنه مفعول ثان ل: (قدرنا) بمعنى: صيرنا. الثاني: أنه حال، ولا بد من تقدير مضاف قبل:{مَنازِلَ،} تقديره: ذا منازل. الثالث: أنه ظرف، أي: قدرنا سيره في منازل.
الرابع: أنه مفعول به على اعتبار الضمير مجرورا، بحرف جر محذوف، والجملة الفعلية في محل رفع صفة:(القمر)، أو في محل نصب حال منه على رفعه، ومفسرة على نصبه، لا محل لها. {حَتّى:} حرف غاية وجر بعدها «أن» مضمرة. {عادَ:} فعل ماض، وفاعله مستتر، تقديره:«هو» يعود إلى: (القمر). {كَالْعُرْجُونِ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من الفاعل المستتر. وإن اعتبرت الفعل ناقصا؛ والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبره، وإن اعتبرت الكاف اسما فالمحل لها على الاعتبارين، وتكون مضافا، و (العرجون) مضاف إليه. {الْقَدِيمِ}